بحار الا نوار

[380]

بين يدي النجوى ؟ قال: يقدم أحدهم حبة من الحنطة فما فوق ذلك، قال: فقال له المصطفى صلى الله عليه واله: إنك لزهيد – أي فقير – فقال ابن عباس: فجاء علي في حاجة بعد ذلك الوقت والناس قد اجتمعوا، فوضع دينارا ثم تكلم، وما كان يملك غيره، قال تخلى الناس (1)، ثم خفف عنهم برفع الصدقة. [6 كنز: محمد بن العباس، عن علي بن عقبة، ومحمد بن القاسم معا، عن الحسين بن الحكم، عن حسن بن حسين، عن حنان بن علي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله عزوجل: (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) قال: نزلت في علي عليه السلام خاصة، كان له دينار فباعه بعشرة دراهم، فكان كلما ناجاه قدم درهما حتى ناجاه عشر مرات، ثم نسخت فلم يعمل بها أحد قبله ولا بعده (2). 7 – كنز: محمد بن العباس، عن علي بن عباس، عن محمد بن مروان، عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير، عن أبيه، عن السدي، عن عبد خير، عن علي عليه السلام قال: كنت أول من ناجى رسول الله صلى الله عليه واله كان عندي دينار فصرفته بعشرة دراهم وكلمت رسول الله عشر مرات، كلما أردت أن اناجيه تصدقت بدرهم، فشق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله فقال المنافقون: ما يألو ما ينجش لابن عمه (3) ! حتى نسخها الله عزوجل فقال: (ءأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) إلى آخر الآية، ثم قال عليه السلام: فكنت أول من عمل بهذه الآية وآخر من عمل بها، فلم يعمل بها أحد قبلي ولا بعدي (4). 8 – كنز: محمد بن العباس، عن عبد العزيز بن يحيى، عن محمد بن زكريا، عن أيوب بن سليمان، عن محمد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) قال: إنه


(1) أي تركوا الرسول صلى الله عليه وآله. (2 و 4) كنز جامع الفوائد مخطوط. ولم تذكر هذه الروايات في (ت). (3) في هامش (د): بيان: ما يألو أي ما ينصر فيما ينجش، وليس (ما) في بعض النسخ. و النجش أن يزيد في سلعة أكثر من ثمنها وليس قصده أن يشتريها بل ليغر غيره فيوقعه فيه.

[381]

حرم كلام رسول الله صلى الله عليه اله ثم رخص لهم في كلامه بالصدقة، فكان إذا أراد الرجل أن يكلمه تصدق بدرهم ثم كلمه بما يريد، قال: فكف الناس عن كلام رسول الله صلى الله عليه واله و بخلوا أن يتصدقوا قبل كلامه، فتصدق علي عليه السلام بدينار كان له، فباعه بعشرة دراهم في عشر كلمات سألهن رسول الله، ولم يفعل ذلك أحد من المسلمين غيره، وبخل أهل الميسرة أن يفعلوا ذلك ! فقال المنافقون: ما صنع علي بن أبي طالب الذي صنع من الصدقة إلا أنه أراد أن يروج لابن عمه ! فأنزل الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم) من إمساكها (وأطهر) يقول: وأزكى لكم من المعصية (فإن لم تجدوا) الصدقة (فإن الله غفور رحيم * ءأشفقتم) يقول الحكيم ءأشفقتم يا أهل الميسرة (أن تقدموا بين يدي نجواكم) يقول قدام نجواكم يعني كلام رسول الله صدقة على الفقراء ؟ (فإذ لم تفعلوا) يا أهل الميسرة (وتاب الله عليكم) يعني تجاوز عنكم إذ لم تفعلوا (فأقيموا الصلاة) يقول: أقيموا الصلوات الخمس (وآتوا الزكوة) يعني أعطوا الزكاة، يقول: تصدقوا، فنسخت ما امروا به عند المناجاة بإتمام الصلاة و إيتاء الزكاة (وأطيعوا الله ورسوله) بالصدقة في الفريضة والتطوع (والله خبير بما تعملون) أي بما تنفقون خبير (1). أقول: قال الشيخ (2) شرف الدين بعد نقل هذه الاخبار: اعلم أن محمد بن العباس – رحمه الله – ذكر في تفسيره سبعين حديثا من طريق الخاصه والعامة، يتضمن أن المناجي للرسول هو أمير المؤمنين عليه السلام دون الناس أجمعين، اخترنا منها هذه الثلاثة أحاديث ففيها غنية، ونقلت من مؤلف شيخنا أبو جعفر الطوسي – رحمه الله – هذا الحديث، ذكره أنه في جامع الترمذي وتفسير الثعلبي بإسناده عن علقمة الانماري يرفعه إلى علي عليه السلام أنه قال: بي خفف الله عن هذه الامة، لان الله امتحن الصحابة بهذه الآية فتقاعسوا (3)


(1) كنز جامع الفوائد مخطوط. (2) الظاهر أن هذا التعبير لكثرة سنه أو غزارة علمه، والا فهو من السادات الاستر آباديين، راجع الذريعة (3: 304 و 5: 66). (3) تقاعس عن الامر: تأخر.

[382]

عن مناجاة الرسول، وكان قد احتجب في منزله من مناجاة كل أحد إلا من تصدق بصدقة وكان معي دينار فتصدقت به، فكنت أنا سبب التوبة من الله على المسلمين حين عملت بالآية ولو لم يعمل بها أحد لنزل العذاب لامتناع الكل من العمل بها.] بيان: عمله صلوات الله عليه بآية النجوى دون غيره من الصحابة مما أجمع عليه المحدثون والمفسرون وسيأتي الاخبار الكثيرة في ذلك في باب سخائه عليه السلام. * 9 – [وروى الحافظ أبو نعيم في كتاب ما نزل من القرآن في علي عليه السلام بسنده عن ابن جريح عن عطاء، عن ابن عباس، وعن مقاتل، عن الضحاك، عن ابن عباس قال لما نرل (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول) الآية لم يكن أحد يقدر أن يناجي رسول الله صلى الله عليه واله حتى يتصدق قبل ذلك، فكان أول من تصدق علي بن أبي طالب عليه السلام فصرف دينارا بعشرة دراهم وتصدق بها وناجى رسول الله بعشرة كلمات. 10 – وبإسناده عن محمد بن السائب، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: إن الله عزوجل حرم كلام الرسول، فإذا أراد الرجل أن يكلمه تصدق بدرهم ثم تكلمه بما يريد، فكف الناس عن كلام الرسول الله وبخلوا أن يتصدقوا قبل كلامه ! قال: وتصدق علي عليه السلام ولم يفعل ذلك أحد من المسلمين غيره، فقال المنافقون: ما صنع علي الذي صنع من الصدقة إلا أنه أراد أن يروج لابن عمه. 11 – وبإسناده عن سالم بن أبي الجعد، عن علي عليه السلام قال: لما نزلت هذه الآية قال لي رسول الله صلى الله عليه واله: ما تقول في دينار ؟ قلت: لا يطيقونه، قال: كم ؟ قلت: شعيرة، قال إنه لزهيد (1) فنزلت (ءأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) الآية، قال: فبي خفف الله عزوجل عن هذه الامة، فلم تنزل في أحد قبلي ولم ينزل في أحد بعدي، قال: ورواه إبراهيم بن أبي الليث، عن الاشجعي، ورواه القاسم الحرمي، عن الثوري. 12 – وروى إبراهيم بن محمد في فرائد السمطين بإسناده عن علي عليه السلام أنه ناجى


(1)من هنا إلى قوله فيما يأتي: (وقال البيضاوى) يوجد في هامش (ك) و (د) فقط. و الظاهر ان المصنف قد ظفر بكتاب أبو نعيم بعد تأليف الكتاب واستدرك ما فات منه في الهوامش. (2) كذا في النسختين، ولعله مصحف (إنك لزهيد) كما مضى سابقا.

[383]

رسول الله عشر مرات بعشر كلمات قدمها عشر صدقات، فسأل في الاولى: ما الوفاء ؟ قال: التوجيد: شهادة أن لا إله إلا الله، ثم قال: وما الفساد ؟ قال: الكفر والشرك بالله عزو جل، قال: وما الحق ؟ قال: الاسلام، والقرآن، والولاية إذا انتهت اليك، قال: وما الحيلة ؟ قال: ترك الحيلة (1)، قال: وما علي ؟ قال: طاعة الله وطاعة رسوله، قال: وكيف أدعو الله تعالى ؟ قال: بالصدق واليقين، قال: وما أسأل الله تعالى ؟ قال: العافية (2)، قال: وماذا أصنع لنجاة نفسي ؟ قال: كل حلالا وقل صدقا، قال: وما السرور قال: الجنة، قال: وما الراحة ؟ قال: لقاء الله تعالى، فلما فرغ نسخ حكم الآية. أقول: ثم روى المضامين السابقة بأسانيد جمة.] وقال البيضاوي: وفي هذا الامر تعظيم الرسول، وإنفاع الفقراء والنهي عن الافراط في السؤال، والميز بين المؤمن المخلص والمنافق (3)، ومحب الآخرة ومحب الدنيا ؟ واختلف في أنه للندب أو للوجوب، لكنه منسوخ بقوله، (ءأشفقتم) وهو وإن اتصل به تلاوة لم يتصل به نزولا. وعن علي عليه السلام أن في كتاب الله آية ما عمل بها أحد غيري كان لي دينار فصرفته، فكنت إذا ناجيته تصدقت بدرهم، وهو على القول بالوجوب لا يقدح في غيره، فلعله لم يتفق للاغنياء مناجاة في مدة بقائه، إذ روي أنه لم يبق إلا عشرا، وقيل إلا ساعة، انتهى (4). أقول: لا يخفى أن اختصاصه بتلك الفضيلة الدالة على غاية حبه للرسول وزهده في الدنيا وإيثاره الآخرة عليها ومسارعته في الخيرات والطاعات يدل على فضله على سائر


(1) وأنت إذا تأملت في هذه الكلمات العشر وما فيها من الحكم والخير الكثير التى لا يعطيها الله ولا يؤتيها الا خاصة خلقه والصالحين من عبيده تجد أنها جديرة بأن يبذل بازائها الدنيا وما فيها، كيف لا وقد بذل أمير المؤمنين عليه السلام كل ما كان يملك – وهو دينار واحد كما استفدنا من الروايات السابقة – ليأخذ هذه الكنوز الغالية من الحكم ؟ ولعمري لو كان له عليه السلام ملايين لبذل جميعها بازائها، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. (2) المراد من العافية عافية الدين والدنيا والاخرة كما يستفاد من بعض الادعية. (3) في المصدر: بين المخلص والمنافق. (4) تفسير البيضاوي 2: 214.

[384]

الصحابة المستلزم لاحقيته للامامة وقبح تقديم غيره عليه ويدل على نقص عظيم وجرم جسيم لمن تقدم عليه في الخلافة، لتقصيرهم في هذا الامر الحقير الذي كان يتأتى بأقل من درهم، فاختاروا بذلك مفارقة الرسول ! صلى الله عليه واله وتركوا صحبته الشريفة ! وتقصيرهم في ذلك يدل على تقصيرهم في الطاعات الجليلة والامور العظيمة بطريق أولى، فكم بين من يبذل نفسه لرسول الله لتحصيل رضاه (1) وبين من يبخل بدرهم لادراك سعادة نجواه ؟ بل يدل ترك إنفاقهم على نفاقهم كما اعترف به البيضاوي في أول الامر (2)، وما اعتذر به أخيرا (3) فلا يخفى بعده ومخالفته لما يدعون من بذلهم الاموال الجزيلة في سبيل الله، وكيف لا يقدر من يبذل مثل تلك الاموال الجزيلة على إنفاق بعض درهم بل شق تمرة في عشره أيام ؟ كما ذكره أكثر مفسريهم كالزمخشري (4) وابن المرتضى (5) وغيرهما، وأعجب من ذلك ما اعتذر به القاضي عبد الجبار بتجويز عدم اتساع الوقت لذلك فإنه مع استحالته في نفسه عند الاكثر (6) ينافيه أكثر الروايات الواردة في هذا الباب، فإن أكثرها دلت على أنه ناجاه عشر مرات قبل النسخ، مع قطع النظر عن رواية عشرة أيام، وأيضا ذكر التوبة بعد ذلك يدل على تقصيرهم. وأفحش من ذلك ما ذكره الرازي الناصبي حيث قال: سلمنا أن الوقت قد وسع إلا أن الاقدام على هذا العمل مما يضيق قلب الفقير الذي لا يجد شيئا وينفر الرجل الغني، فلم يكن في تركه معرة (7) لان الذي يكون سبب الالفة أولى عما يكون سببا للوحشة، وأيضا الصدقة عند المناجاة واجبة وأما المناجاة فليست بواجبة ولا مندوبة ! بل الاولى ترك المناجاة ! كما بينا من أنها لو كانت كانت سببا لسأمة النبي صلى الله عليه واله انتهى (8)


(1) كما فعله أمير المؤمنين مرات عديدة، منها ليلة المبيت ويوم الاحد وغيرهما. (2) حيث قال: والميز بين المؤمن المخلص والمنافق. (3) من أنه لم يتفق للاغنياء ذلك. (4) في الكشاف ج 3: 171. (5) كذا في (ك) وكأنه مصحف والبيضاوي (ب). (6) فان النسخ قبل العمل لا يجوز عند الاكثر إلا ما كان للاختيار والامتحان، وهذا المورد ليس منه، سلمنا لكن الناس بأجمعهم غير أمير المؤمنين عليه السلام لم يخرجوا من هذا الاختيار و الامتحان مقبولين فائزين أيضا، بل بعضهم لم يقبلوا الاية رأسا كما يظهر من كلام الرازي فيما بعد. (7) المعرة: المساءة والاثم. (8) مفاتيح الغيب 8: 118. وما ذكره المصنف منقول بالمعنى.

[385]

أقول: لا أظن عاقلا يفهم من كلامه هذا سوى التعصب والعناد أو يحتاج إلى بيان لخطائه لظهور الفساد، ولعل النصب أعمى عينه عن سياق الآية وما عاتب الله تعالى تاركي ذلك بقوله: (ءأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) وقوله: (فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم) وعن افتخار أمير المؤمنين عليه السلام بذلك، إذ على ما زعمه هذا الشقي كان اللازم عليه صلوات الله عليه الاعتذار لا الافتخار، وعن تمني ابن صنمه الذي سبق في الاخبار (1)، وعن أنه وإن فرض أنه يضيق قلب فقير لا يقدر على الانفاق، فهو يوسع قلب فقير آخر يصل إليه هذا المال ويسره (2)، وعن أن الانس برسول ربه يجبر وحشة هذا الغني المطبوع على قلبه لو سلم أن فيها مفسدة، ولم يتفطن أن ذلك اعتراض على الله في بعث هذا الحكم والخطاب، وبعد أن يسقط (3) بزعمه عن صنميه ومناتيه (4) اللوم والعتاب لا يبالي بنسبة الخطاء إلى رب الارباب إن هذا لشئ عجاب ! ولوضوح تعصبه في هذا الباب تعرض النيسابوري أيضا للجواب وقال: هذا الكلام لا يخلو عن تعصب ما، ومن أين يلزمنا أن نثبت مفضولية علي عليه السلام في كل خصلة ؟ ولم لا يجوز أن تحصل له فضيلة لم توجد لغيره من أكابر الصحابة ؟ ثم ذكر رواية ابن عمر وتمنيه ثبوت هذه الفضيلة له، ثم قال: وهل يجوز منصف أن مناجاة النبي منقصة (5) ! على أنه لم يرد في الآية النهي عن المناجاة وإنما ورد تقديم الصدقة على المناجاة، فمن عمل بالآية حصلت له الفضيلة من جهتين، من وجهة سد خلة (6) بعض الفقراء، ومن جهة محبة نجوى الرسول صلى الله عليه وآله ففيها القربة منه وحل المسائل العويصة (7) وإظهار أن نجواه أحب إلى المناجي من المال، انتهى (8).


(1) راجع الخبر الاول وغيره. (2) على ان ذلك جار في جميع الاحكام التى لها مساس بالثرة كالزكاة وغيرها. (3) كذا في (ك)، وفى غيره: وبعد أن أسقط. (4) مناة اسم صنم كانوا يعبدونه في الجاهلية. (5) في المصدر: وهل يقول منصف ان مناجاة النبي نقيصة. (6) الخلة: الحاجة والفقر. (7) أي الصعبة. (8) غرائب القرآن 3: 412.

[386]

* (باب 19) * * (أنه صلوات الله عليه الشهيد والشاهد والمشهود) * 1 – مع: أبي، عن أحمد بن إدريس، عن عمران بن موسى، عن الخشاب، عن علي ابن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: (وشاهد ومشهود (1)) قال: النبي صلى الله عليه واله وأمير المؤمنين عليه السلام (2). كا: محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن علي بن حسان مثله (3). 2 – ما: بإسناد أخي دعبل، عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام كان يوم الجمعة على المنبر يخطب (4) فقال: والذي فلق الحبة وبرئ النسمة ما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إلا وقد نزلت فيه آية من كتاب الله عزوجل، أعرفها كما أعرفه، فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين ما آيتك التي نزلت فيك ؟ فقال: إذا سألت فافهم ولا عليك أن لا تسأل عنها غيري، أقرءت سورة هود ؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال: أفسمعت الله عزوجل يقول: (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه (5)) ؟ قال: نعم، قال: فالذي على بينة منه (6) محمد صلى الله عليه واله والذي يتلوه شاهد منه – وهو الشاهد وهو منه – أنا علي بن أبي طالب وأنا الشاهد وأنا منه صلى الله عليه وله (7).


(1) البروج: 3. (2) معاني الاخبار: 299. (3) اصول الكافي 1: 425. (4) في المصدر: يخطب على المنبر. (5) هود: 17. (6) في المصدر: فالذي قال على بينة من ربه اه‍. (7) امالي الشيخ: 236 و 237.

[387]

3 – فس: أبي، عن يحيى بن عمران (1)، عن يونس، عن أبي بصير والفضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام قال إنما نزلت: (أفمن كان على بينة من ربة) يعني رسول الله صلى الله عليه واله (ويتلوه شاهد منه) يعني عليا أمير المؤمنين عليه السلام (إماما ورحمة ومن قبله كتاب موسى اولئك يؤمنون به) فقدموا وأخروا في التأليف (2). 4 – ج: عن سليم بن قيس قال: قال رجل لامير المؤمنين عليه السلام (3): أخبرني بأفضل منقبة لك، قال: ما أنزل الله في كتابه ؟ قال: وما أنزل فيك ؟ قال: (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) قال (4): أنا الشاهد من رسول الله صلى الله عليه واله الخبر (5). 5 – ير: محمد بن الحسين، عن عبد الله بن حماد، عن أبي الجارود، عن الاصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لو كسرت لي وسادة (6) فقعدت عليها لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم، وأهل الانجيل بإنجيلهم، وأهل الزبور بزبورهم، وأهل الفرقان بفرقانهم، بقضاء يصعد إلى الله يزهر (7)، والله ما نزلت آية في كتاب الله في ليل أو نهار إلا وقد علمت فيمن انزلت، ولا أحد ممن مر على رأسه المواسي من قريش إلا وقد نزلت فيه آية من كتاب الله تسوقه إلى الجنة أو إلى النار، فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين ما الآية التي نزلت فيك ؟ قال له: أما سمعت الله يقول: (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) قال: رسول الله صلى الله عليه واله على بينة من ربه وأنا


(1) في المصدر: عن يحيى بن ابى عمران. (2) تفسير القمى: 236 و 237. والآية هكذا (افمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى اماما ورحمة اولئك يؤمنون به) وقوله: (فقدموا وأخروا في التأليف) أي في تفسير الاية، ويمكن ان يكون اشارة إلى ما سبق من المصنف ايضا من ان القرآن لم يتألف بالترتيب الذى نزل، وهذا غير التحريف الذى ثبت عدم وقومه في محله وهو واضح. (3) في المصدر: سأل رجل على بن ابى طالب عليه السلام فقال – وأنا أسمع – اه‍. (4) ليست كلمة (قال) في المصدر. (5) الاحتجاج: 84. (6) كسر الوسادة: ثناها واتكأ عليها. والوسادة: المخدة. المتكأ. (7) أي يتلالا. وهو كناية من احكامه بحيث لا يعتريه الزلل والخطأ.

[388]

شاهد له [فيه] وأئلوه معه (1). بيان: المواسي جمع موسى وهو ما يحلق الشعر. 6 – شى: عن بريد بن معاوية العجلي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: الذي على بينة من ربه رسول الله صلى الله عليه واله والذي تلاه من بعده الشاهد منه أمير المؤمنين عليه السلام ثم أوصياؤه واحدا بعد واحد (2). 7 – شى: عن جابر عن عبد الله بن يحيى، قال، سمعت عليا عليه السلام وهو يقول: ما من رجل من قريش إلا وقد انزلت فيه آية أو آيتان من كتاب الله، فقال رجل من القوم فما [ا] نزل فيك يا أمير المؤمنين ؟ فقال: أما تقرء الآية التي في هود: (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) محمد صلى الله عليه واله على بينة من ربه وأنا الشاهد (3). فر: عبيد بن كثير معنعنا عن عبد الله بن يحيى مثله (4). 8 – قب: الطبري بإسناده، عن جابر بن عبد الله، عن علي عليه السلام، وروى الاصبغ وزين العابدين والباقر والصادق والرضا عليهم السلام أنه قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: (أفمن كان على بينة من ربه) [محمد] (ويتلوه شاهد) أنا. الحافظ أبو نعيم بثلاثة طرق، عن عباد بن عبد الله الاسدي في خبر قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) رسول الله صلى الله عليه واله على بينة من ربه وأنا الشاهد. ذكره النطنزي في الخصائص. حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس (أفمن كان على بينة من ربه) قال: هو رسول الله صلى الله عليه واله (ويتلوه شاهد منه) قال: علي بن أبي طالب عليه السلام، كان والله لسان رسول الله صلى الله عليه واله. كتاب فصيح: الخطيب إنه سأله ابن الكواء فقال: وما انزل فيك ؟ قال قوله: (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) وقد روى زاذان نحوا من ذلك.


(1) بصائر الدرجات 35 و 36 – (2 و 3) مخطوط. (4) تفسير فرات 69.

[389]

الثعلبي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) الشاهد علي عليه السلام وقد رواه القاضي أبو عمر وعثمان بن أحمد، وأبو نصر القشيري في كتابيهما، والفلكي المفسر رواه عن مجاهد، وعن عبد الله بن شداد الثعلبي في تفسيره، عن حبيب بن يسار، عن زاذان، وعن جابر بن عبد الله كليهما عن علي عليه السلام قال (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) فرسول الله على بينة من ربه، ويتلوه شاهد منه أنا. وقرأ ابن مسعود أفمن اوتي علم من ربه (1) ويتلوه شاهد منه، علي كان شاهد النبي على امته بعده، فشاهد النبي يكون أعدل الخلائق فكيف يتقدم عليه دونه. قوله تعالى: (فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا (2)) فالانبياء شهداء على اممهم، ونبينا صلى الله عليه واله شهيد على الانبياء، وعلي شهيد للنبي صلى الله عليه واله ثم صار في نفسه شهيدا (3). قوله تعالى: (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم) (4) الآية، وقد بينا صحته فيما تقدم. سليم بن قيس الهلالي عن علي عليه السلام إن الله تعالى إيانا عنى بقوله: (شهداء على الناس (5)) فرسول الله صلى الله عليه واله شاهد علينا، ونحن شهداء الله على خلقه وحجته في أرضه، ونحن الذين قال الله تعالى: (وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا (6)) ويقال إنه المعني بقوله: (وجئ بالنبيين و الشهداء (7)). مالك بن أنس، عن سمي بن أبي صالح في قوله: (ومن يطع الله والرسول فاولئك


(1) كذا في النسخ والمصدر وفى (ت) علما من ربه. تصحيحا. (2) النساء: 41. (3) أي لما صارت الولاية إليه صار شهيدا على الامة. (4) الرعد: 43 – (5) البقرة: 143. الحج. 78. (6) البقرة: 143. (7) الزمر: 69.

[390]

مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء (1) قال: الشهداء يعني عليا وجعفرا وحمزة والحسن والحسين عليهم السلام هؤلاء سادات الشهداء (والصالحين) يعني سلمان وأبا ذر والمقداد وعمارا وبلالا وخبابا (وحسن اولئك رفيقا) يعني في الجنة (ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما): أن منزل علي وفاطمة والحسن والحسين ومنزل رسول الله صلى الله عليه واله واحد (2). 9 – جا: علي بن بلال، عن علي بن عبد الله، عن الثقفي، عن إسماعيل بن أبان عن الصباح بن يحيى، عن الاعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبد الله قال: قام (3) رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن قوله تعالى: (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) قال: قال عليه السلام: رسول الله الذي كان على بينة منه (4) وأنا الشاهد له ومنه، والذي نفسي بيده ما أحد جرت عليه المواسي من قريش إلا وقد أنزل الله فيه من كتابه طائفة (5)، والذي نفسي بيده لان يكونوا يعلمون ما قضى الله لنا أهل البيت على لسان النبي الامي أحب إلي من أن يكون ملء هذه الرحبة (6) ذهبا، والله ما مثلنا في هذه الامة إلا كمثل سفينة نوح وكباب حطة في بني إسرائيل (7). فر: محمد بن عيسى بن زكريا الدهقان معنعنا عن عباد بن عبد الله مثله (8). فر: عن الحسين بن سعيد معنعنا عن عباد بن عبد الله مثله (9). 10 – فر: جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن زاذان في قوله: (أفمن كان على بينة


(1) النساء: 69. وما بعدها ذيلها. (2) مناقب آل ابى طالب 1: 568 و 569. (3) في المصدر: قدم. (4) في المصدر: على بينة من ربه. (5) أي طائفة من الايات. (6) الرحبة الارض الواسعة ورحبة المسجد: ساحته والرحبة محلة بالكوفة. (7) مجالس المفيد: 86، وفيه: أو كباب حطة. (8) تفسير فرات: 64. (9) تفسير فرات: 65.

[391]

من ربه ويتلوه شاهد منه) قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله على بينة من ربه، وعلي بن أبي طالب الشاهد منه التالي له (1). 11 – فر: الحسين بن سعيد معنعنا عن زاذان قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ذات يوم: والله ما من قريش رجل جرت عليه المواسي والقرآن ينزل إلا وقد نزلت فيه آية تسوقه إلى الجنة أو تسوقه إلى النار، فقال رجل من القوم: فما آيتك التي نزلت فيك ؟ قال: ألم تر أن الله تعالى يقول: (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) فرسول الله على بينة من ربه وأنا الشاهد منه أتبعه (2). 12 – فر: جعفر بن محمد بن هشام معنعنا، عن الحسن بن الحسين أنه عليه السلام حمدالله تعالى و أثنى عليه وقال: (أفمن كان على بينة من ربه يتلوة شاهد منه) وأنا الذي يتلوه (3). 13 – فر: الحسين بن الحكم معنعنا، عن عبد الله بن عطاء قال: كنت جالسا مع أبي جعفر عليه السلام في مسجد النبي صلى الله عليه واله فرأيت ابن عبد الله بن سلام جالسا في ناحية فقلت لابي جعفر عليه السلام: زعموا أن أبا هذا الذي عنده علم الكتاب، فقال: لا إنما ذاك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام نزل فيه (4) (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) فالنبي صلى الله عليه واله على بينة من ربه وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب شاهد منه (5). 14 – فر: الحسين بن سعيد معنعنا عن زاذان قال: سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: لو ثنيت لي الوسادة فجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الانجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل القرآن بقرآنهم (6) بقضاء يصعد إلى الله، والله ما نزلت آية في ليل أو نهار ولا سهل ولا جبل ولابر ولابحر إلا وقد


(1) تفسير فرات: 64. (2) تفسير فرات: 64. وفيه: اتبعته. (3) تفسير فرات: 64. وفيه: والذى يتلوه على عليه السلام وهو الصحيح. (4) في (ك): نزل فيه (ومن عنده علم الكتاب. أفمن كان على بينة اه‍) والاية الاولى في سورة الرعد: 43. (5) تفسير فرات: 64. (6) في المصدر: وبين أهل افرقان بفرقانهم.

[392]

عرفت أي ساعة نزلت وفيمن نزلت (1)، وما من قريش رجل جرى عليه المواسي إلا وقد نزلت فيه آية من كتاب الله تسوقه إلى الجنة أو تقوده إلى النار، قال: فقال قائل: فما نزلت فيك يا أمير المؤمنين ؟ قال: (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) فمحمد على بينة من ربه وأنا الشاهد منه أتلو آثاره (2). 15 – كشف: أبو بكر بن مردويه، عن عباد بن عبد الله الاسدي قال: سمعت عليا عليه السلام يقول وهو على المنبر: مامن رجل من قريش إلا قد نزلت فيه آية أو ايتان، فقال رجل ممن تحته (3): فما نزل فيك أنت ؟ فغضب ثم قال: أما لو لم تسألني (4) على رؤوس القوم ما حدثتك، ويحك هل تقرء سورة هود ؟ ثم قرأ عليه السلام (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) رسول الله صلى الله عليه واله على بينة وأنا شاهد منه (5). أقول: قال ابن بطريق في المستدرك: روى الحافظ أبو نعيم بإسناده إلى عباد مثله وروى أبو مريم مثله، والصباح بن يحيى وعبد الله بن عبد القدوس، عن الاعمش، عن المنهال بن عمرو مثله. [16 – أقول: وروى ابن أبي الحديد في الجزء الثاني من شرح نهج البلاغة عن محمد بن إسماعيل بن عمرو البجلي، عن عمر بن موسى، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث [قال: قال علي عليه السلام في المنبر (6): ما أحد جرت عليه: المواسي إلا وقد أنزل الله فيه قرآنا، فقام إليه رجل من مبغضيه فقال له: فما أنزل الله تعالى فيك ؟ فقام الناس إليه يضربونه، فقال: دعوه، أتقرء سورة هود ؟ فقال: نعم، قال: فقرأ عليه (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) ثم قال: الذي كان على بينة من ربه محمد، والشاهد الذي يتلوه أنا (7).


(1) في المصدر: وقد عرفت أية ساعة وفيمن نزلت. (2) تفسير فرات: 69 و 70. (3) في المصدر: ممن يحبه. وهو وهم فان الرجل ابن الكواء وكان قد جلس تحت المنبر (ب). (4) في المصدر: أما انك لو لم تسألني (5) كشف الغمة: 93. وفيه: وأنا الشاهد. (6) في المصدر: على المنبر. (7) شرح نهج البلاغة لابن ابى الحديد 1: 253 و 254.

[393]

وروى أيضا من كتاب الغارات بإسناده عن عبد الله بن الحارث] مثله. [وروى موفق بن أحمد الخوارزمي في مناقبه وصاحب كتاب فرائد السمطين كل منهما بأسانيد جمة نزول هذه الآية فيه عليه السلام. والحافظ أبو نعيم بإسناد [ه] إلى عباد مثله. وروى أبو مريم مثله. والصباح بن يحيى وعبد الله بن عبد القدوس عن الاعمش عن المنهال بن عمرو مثله]. 17 – يف: ابن المغازلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: أنا على بينة من ربه وعلي الشاهد منه (1). 18 – أقول: روى السيوطي في الدر المنثور عن ابن أبي حاتم وابن مردويه وأبي نعيم في المعرفة عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: ما من رجل من قريش إلا نزل فيه طائفة من القرآن، فقال رجل: ما نزل فيك ؟ قال: أما تقرء سورة هود ؟ (أفمن كان علي بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) رسول الله صلى الله عليه واله على بينة من ربه وأنا شاهد منه. وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن علي عليه السلام في الآية قال: قال عليه السلام: رسول الله صلى الله عليه واله على بينة من ربه وأنا شاهد منه. قال: وأخرج ابن مردويه من وجه آخر (2) عن علي عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه واله: (أفمن كان على بينة من ربه): أنا (ويتلوه شاهد منه) علي (3). بيان: أقول: روى العلامة مثل ذلك من طريق الجمهور (4)، وقال السيد بن طاوس في كتاب سعد السعود: وقد روى أن المقصود بقوله جل جلاله: (شاهد منه) هو علي ابن أبي طالب عليه السلام محمد بن العباس بن مروان في كتابه من ستة وستين طريقا بأسانيدها (5). وقال الطبرسي – رحمه الله -: قيل: الشاهد منه علي بن أبي طالب عليه السلام يشهد للنبي صلى الله عليه واله و


(1) لم نجده في المصدر المطبوع. (2) أي من طريق آخر. (3) الدر المنثور 3: 324. (4) راجع كشف اليقين: 121 وكشف الحق 951. (5) سعد السعود: 73.

[394]

هو منه، وهو المروي عن أبي جعفر وعلي بن موسى الرضا عليهم السلام ورواه الطبري بإسناده عن جابر بن عبد الله عن علي عليه السلام (1). وقال فخرهم الرازي: قد ذكروا في تفسير الشاهد وجوها: أحدها أنه جبرئيل، يقرأ القرآن على محمد صلى الله عليه واله. وثانيها أن ذلك الشاهد لسان محمد صلى الله عليه واله. وثالثها أن المراد هو علي بن أبي طالب عليه السلام والمعنى أنه يتلو تلك البينة وقوله: (منه) أي هذا الشاهد من محمد وبعض منه، والمراد منه تشريف هذا الشاهد بأنه بعض محمد صلى الله عليه واله انتهى (2). وإذ قد ثبت نزول الآية فيه عليه السلام فنقول: لا ريب أن شاهد النبي على امته يكون أعدل الخلق، سيما إذا تشرف بكونه بعضا منه كما ذكره الرازي، فكيف يتقدم عليه غيره ؟ وقوله: (ويتلوه شاهد منه) فيه بيان لكون أمير المؤمنين عليه السلام تاليا للرسول من غير فصل، فمن جعله تاليا بعد ثلاثة فعليه الدلالة *. * (باب 20) * * (أنه نزل فيه صلوات الله عليه الذكرو النور والهدى) * * (والتقى في القرآن) * 1 – فس: (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر (3)) قال لما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه واله بفضل أمير المؤمنين عليه السلام قالوا: هو مجنون ! فقال الله سبحانه: (وما هو) يعني أمير المؤمنين بمجنون إن هو (إلا ذكر للعالمين (4)).


(1) مجمع البيان 5: 150. (2) مفاتيح الغيب 5: 48.أقول: مبنى الروايات على أن (يتلو) من التلو وضمير يتلوه ومنه راجع إلى الموصول و المعنى (ويتبعه في ذلك شاهد من نفسه) وهو متين جدا ومبنى أقوالهم على أن (يتلو) من التلاوة وضمير يتلوه راجع إلى البينة لان من مصاديقها القرآن والمعنى: ويقرء تلك البينة التى هو القرآن شاهد من نفسه وهو لسانه أو جبرئيل أو على عليه السلام وفيه اخلال بادب القرآن وفصاحته كما لا يخفى (ب). (3) القلم: 51، وما بعدها ذيلها. (4) تفسير القمى: 693.

[395]

2 – ن: تميم القرشي، عن أبيه، عن أحمد بن علي الانصاري، عن الهروي، قال: سأل المأمون الرضا عليه السلام عن قول الله عزوجل: (الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيعون سمعا (1)) فقال عليه السلام: إن غطاء العين لا يمنع من الذكر والذكر لا يرى بالعين، ولكن الله عزوجل شبه الكافرين بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام بالعميان (2)، لانهم كانوا يستثقلون قول النبي صلى الله عليه واله فيه، ولا يستطيعون له سمعا (3). 3 – فس: محمد بن أحمد المدائني، عن هارون بن مسلم: عن الحسين بن علوان، عن علي بن غراب، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله: (ومن يعرض عن ذكر ربه (4)) قال: ذكر ربه ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام (5). [4 – كنز: محمد بن العباس، عن علي بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمد، عن إسماعيل ابن يسار، عن علي بن جعفر، عن جابر الجعفي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: (ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا) (6)) قال: من أعرض عن علي يسلكه العذاب الصعد، وهو أشد العذاب (7)]. 5 – لى: الطالقاني، عن الجلودي، عن المغيرة بن محمد، عن إبراهيم بن محمد، عن قيس بن الربيع ومنصور بن أبي الاسود، عن الاعمش، عن منهال بن عمرو، عن عباد بن عبد الله قال: قال علي عليه السلام: ما نزلت من القرآن آية إلا وقد علمت أين نزلت وفيمن نزلت وفي أي شئ نزلت، وفي سهل نزلت أم في جبل نزلت (8)، قيل: فما نزل فيك (9) ؟ فقال، لولا أنكم سألتموني ما أخبرتكم، نزلت في الآية: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) (10))


(1) الكهف: 101. (2) جمع الاعمى. (3) عيون الاخبار: 77 و 78. (4 و 5) الجن: 17. (6) تفسير القمى: 700. (7) كنز جامع الفوائد مخطوط. (8) في المصدر: وفى سهل أم في جبل نزلت. (9) في (ك): فما نزلت فيك. (10) الرعد 7.

[396]

فرسول الله المنذر وأنا الهادي إلى ما جاء به (1). 6 – قب: الواحدي في الوسيط وفي الاسباب والنزول (2) قال عطاء: في قوله تعالى: (أفمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه) (3)) نزلت في علي وحمزة (فويل للقاسية قلوبهم) في أبي جهل وولده. أبو جعفر وجعفر عليهما السلام في قوله: (ليخرجكم من الظلمات إلى النور (4)) يقول: من الكفر إلى الايمان يعني إلى الولاية لعلي عليه السلام. الباقر في قوله: (والذين كفروا (5)) بولاية علي بن أبي طالب (أولياؤهم الطاغوت) نزلت في أعدائه ومن تبعهم، أخرجوا الناس من النور، والنور ولاية علي عليه السلام فصاروا إلى الظلمة: ولاية أعدائه، وقد نزل فيهم: (فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه (6)) وقوله تعالى: (يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم ويأبي الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون (7)). وقال أبو الحسن الماضي: (يريدون أن يطفؤوا) ولاية أمير المؤمنين عليه السلام (بأفواههم والله متم نوره) والله متم الامامة. مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله تعالى: (وما يستوي الاعمى (8)) أبو جهل (والبصير) أمير المؤمنين (ولا الظلمات) أبو جهل (ولا النور) أمير المؤمنين (ولا الظل) يعني ظل أمير المؤمنين في الجنة (ولا الحرور) يعني جهنم، ثم جمعهم جميعا فقال: (وما يستوي الاحياء) علي وحمزة وجعفر والحسن


(1) امالي الصدوق: 166. (2) كذا في النسخ والمصدر، والصحيح: أسباب النزول. (3) الزمر: 22، وما بعدها ذيلها. (4) الاحزاب: 43. الحديد: 9. (5) البقرة: 257، وما بعدها ذيلها. (6) الاعراف: 152. (7) التوبة: 32. (8) فاطر: 19، وما بعدها ذيلها. (*)

[397]

والحسين وفاطمة خديجة عليهم السلام (ولا الاموات) كفار مكة. أبو بكر الشيرازي في كتابه، وأبو صالح في تفسيره، عن مقاتل، عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله تعالى: (ذلك الكتاب (1)) يعني القرآن، وهو الذي وعد الله موسى وعيسى أنه ينزل (2) على محمد صلى الله عليه واله في آخر الزمان هو هذا (لاريب فيه) أي لا شك فيه أنه من عند الله نزل (هدى) يعني تبيانا ونذيرا (للمتقين) علي بن أبي طالب الذي لم يشرك بالله طرفة عين، وأخلص لله العبادة، يبعث إلى الجنة بغير حساب هو وشيعته. أبو الحسن الماضي (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق (3)) قال: هو الذي أمر رسوله (4) بالولاية لوصييه، والولاية هي دين الحق، ليظهره على الاديان عند قيام القائم، يقول الله: (والله متم نوره (5)) ولاية القائم (ولو كره الكافرون) لولاية علي عليه السلام. وعنه عليه السلام في قوله تعالى: (لما سمعنا الهدى آمنا به (6)) قال: الهدى الولاية، آمنا بمولانا، فمن آمن بولاية مولاه (فلا يخاف بخسا ولارهقا). أبو الورد عن أبي جعفر عليه السلام (وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى (7)) قال: في أمر علي بن أبي طالب عليه السلام (8). كشف: أبو بكر بن مردويه عن أبي جعفر عليه السلام مثله (9). أقول: روى العلامة – رحمة الله عليه – من طريقهم مثله (10)، وسيأتي في رواية علي بن إبراهيم أيضا.


(1) البقرة: 2، وما بعدها ذيلها. (2) في المصدر و (د) و (ت): ينزله. (3) التوبة: 33. الفتح: 38. الصف: 9. (4) في المصدر: أرسل رسوله. (5) الصف: 8. (6) الجن: 13، وما بعدها ذيلها. (7) محمد: 32. (8) مناقب آل ابى طالب 1: 565 و 566. (9) كشف الغمة: 93. (10) راجع كشف الحق 1: 96، وكشف اليقين: 123.

[398]

7 – قب: الزمخشري في الكشاف (1) واللالكاني في شرح حجج أهل السنة يحكي عن الحجاج أنه قال للحسن: ما رأيك في أبي تراب ؟ قال: إن الله جعله من المهتدين، قال: هات لما تقوله برهانا، قال: إن الله تعالى يقول في كتابه: (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها (2)) – إلى قوله – (إلا على الذين هدى الله) فكان علي هو أول من هدى الله مع النبي صلى الله عليه واله. وروي أنه نزل فيه: (وقالوا إن نتبع الهدى معك (3)) وقوله: (ويزيد الله الذين اهتدوا هدى (4)). وصنف أحمد بن محمد بن سعيد كتابا في قوله: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد (5)) علي أمير المؤمنين عليه السلام (6). الحسكاني في شواهدا لتنزيل والمرزباني فيما نزل من القرآن في أمير المؤمنين عليه السلام قال أبوبرزة: دعا لنا رسول الله صلى الله عليه واله بالطهور وعنده علي بن أبي طالب عليه السلام، فأخذ بيد علي بعد ما تطهر فألصقها بصدره ثم قال: (إنما أنا منذر)، ثم ردها إلى صدر علي ثم قال: (ولكل قوم هاد)، ثم قال: أنت منار الانام وراية الهدى وأمين القرآن، وأشهد على ذلك أنك كذلك. الحافط أبو نعيم بثلاثة طرق عن حذيفة بن اليمان قال النبي صلى الله عليه واله: إن تستخلفوا عليا – وما أراكم فاعلين – تجدوه هاديا مهديا، بحملكم على المحجة البيضاء. وعنه فيما نزل في أمير المؤمنين عليه السلام بالاسناد عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، وعن شيرويه في الفردوس عن ابن عباس واللفظ لابي نعيم قال


(1) ج 1: 237. وفى المصدر: والالكانى. (2) القرة: 143، وما بعدها ذيلها. (3) القصص: 57. (4) مريم: 77. (5) الرعد: 7 (6) في المصدر: نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام.

[399]

رسول الله صلى الله عليه واله: أنا المنذر والهادي علي، يا علي بك يهتدي المهتدون، رواه الفلكي المفسر. الثعلبي في الكشف [عن] عطاء بن السائب، عن ابن جبير، عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية وضع رسول الله يده على صدره وقال: أنا المنذر، وأومأ بيده إلى منكب علي بن أبي طالب فقال أنت الهادي، يا علي بك يهتدي المهتدون بعدي (1). كشف: أخرجه (2) العز المحدث الحنبلي مثله. والحافظ أبو بكر بن مردويه عن ابن عباس بعدة طرق مثله (3). أقول: روى ابن بطريق عن الحافظ أبي نعيم بإسناده عن السائب مثله. 8 – قب: أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه واله قال: أنا المنذر وأنت الهادي لكل قوم. سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: سألت (4) رسول الله صلى الله عليه واله عن هذه الآية فقال لي: هادي هذه الامة علي بن أبي طالب عليه السلام. الثعلبي، عن السدي، عن عبد خير، عن علي بن أبي طالب قال: المنذر النبي والهادي رجل من بني هاشم – يعني نفسه – الحافظ أبو نعيم، بالاسناد عن عبد خير، عن ابن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: أنا المنذر، والهادي رجل من بني هاشم، وفى الحساب (إنما أنت منذر (5)) وزنه: خاتم الانبياء الحجج محمد المصطفى، عدد حروف كل واحد منهما ألف وخمسمائة وثلاث وثلاثون وباقي الآية (ولكل قوم هاد) وزنه علي وولده بعده، وعدد كل واحد منهما مائتان واثنان وأربعون. أبو معاوية الضرير، عن الاعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس في قوله: (وممن


(1) مناقب آل ابى طالب 1: 566 و 567. (2) كذا في النسخ، والصحيح: أخرج. (3) كشف الغمة: 92. (4) في (ك): (سأل) وهو وهم. (5) الرعد: 7، وما بعدها ذيلها.

[400]

خلقنا امة (1)) [يعني من امة محمد صلى الله عليه واله] يعني علي بن أبي طالب عليه السلام (يهدون بالحق) يعني يدعو بعدك يا محمد إلى الحق (وبه يعدلون) في الخلافة بعدك، ومعنى الامة العلم في الخير لقوله: (إن إبراهيم كان امة (2)). ثابت البناني في قوله: (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) قال: إلى ولاية علي وأهل البيت عليهم السلام (3). 9 – فر: الحسين بن سعيد (4) معنعنا عن الثمالي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: دعا رسول الله صلى الله عليه واله بطهور، قال: فلما فرغ أخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السلام فألزمها بيده (5) ثم قال: (إنما أنت منذر (6)) ثم ضم يد علي بن أبي طالب عليه السلام إلى صدره وقال: (ولكل قوم هاد) ثم قال: يا علي أنت أصل الدين ومنار الايمان وغاية الهدى وأمير الغر المحجلين (7)، أشهد لك بذلك (8). ير: أحمد بن محمد، عن الحسين، عن ابن محبوب، عن الثمالي مثله (9). 10 – فر: الحسن بن عبد الله بن البراء بن عيسى التميمي رفعه عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله عليه السلام لعلي عليه السلام: أنا المنذر وأنت يا علي الهادي إلى أمري (10). 11 – فر: علي بن محمد بن مخلد الجعفي معنعنا عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله لما اسري بي إلى السماء لم يكن بيني وبين ربي ملك مقرب ولا نبي مرسل، ما سألت


(1) الاعراف: 181.، وما بعدها ذيلها. (2) النحل: 120. (3) مناقب آل ابى طالب 1: 567. (4) في المصدر: حدثنا محمد بن القاسم معنعنا عن الثمالى. (5) في المصدر: فالتزمها بيده. (6) أي قال حكاية للقرآن: ان المراد بهذه الاية أنا. وفى (ك): انما أنا منذر. (7) في النهاية (1: 204): في الحديث: (امتى الغر المحجلون) أي بيض مواضع الوضوء من الايدى والوجه والاقدام. (8) تفسير فرات: 77. (9) بصائر الدرجات: 9. (10) تفسير فرات: 77.

[401]

ربي حاجة إلا أعطاني (1) خيرا منها، فوقع في مسامعي (2) (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) فقلت: إلهي أنا المنذر فمن الهادي ؟ فقال الله: يا محمد (3) ذاك علي بن أبي طالب غايه المهتدين (4)، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين من امتك (5) برحمتي إلى الجنة (6). 12 – فر: جعفر بن محمد بن بشرويه (7) القطان بإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى: (ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فاولئك هم الفائزون) (8) قال: نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام (9). [13 – كا: بإسناده عن أبي بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) فقال: رسول الله المنذر (10) وعلى الهادي، يا با محمد هل من هاد اليوم ؟ فقلت: بلى جعلت فداك، ما زال منكم هاد من بعد هاد (11) حتى دفعت إليك، فقال: رحمك الله يا با محمد لو كانت إذا نزلت آية على رجل ثم مات ذلك الرجل ماتت الآية مات الكتاب، لكنه حي يجري فيمن بقي كما جرى فيمن مضى. (12) 14 – كا: بإسناده عن عبد الرحيم القصير، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تعالى: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) فقال: رسول الله المنذر (13) وعلي الهادي، أما والله


(1) في المصدر: ولا حاجة سألت الا اعطاني اه‍. (2) جمع المسمع – بكسر الميم – الاذن. (3) في المصدر: فقال يا محمد. (4) في (ك): آية المهتدين. (5) في المصدر: من يهدى من امتك اه‍. (6) تفسير فرات: 78. (7) في المصدر: شيرويه. (8) النور: 52. (9) تفسير فرات: 102. (10 و 13) في (ك): فقال رسول الله: أنا المنذر. وهو وهم ظاهر. (11) في المصدر: هاد بعد هاد. (12) اصول الكافي 1: 192، والروايتان توجدان في هامش (ك) و (د) فقط. (*)

[402]

ما ذهبت بنا وما زالت فينا إلى الساعة. (1)] 15 – ير: أبو يزيد، عن الحسين، عن أحمد بن أبي حمزة، عن أبان بن عثمان، عن أبي مريم، عن عبد الله بن عطاء قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في هذه الآية (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد): قال: رسول الله المنذر، وبعلي يهتدي المهتدون. (2) فر: الحسين بن الحكم معنعنا عن عبد الله بن عطاء مثله. (3) قب: عبد الله مثله. (4) 16 – ير: علي بن الحسين، عن علي بن فضال، عن أبيه، عن إبراهيم بن محمد الاشعري، عن محمد بن مروان، عن نجم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) قال: المنذر رسول الله صلى الله عليه واله والهادي علي عليه السلام. (5) 17 – ير: محمد بن الحسين، عن عمرو بن عثمان، عن المفضل، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) قال: رسول الله صلى الله عليه واله المنذر وعلي الهادي. (6) ير: أحمد بن محمد، عن الحسين، عن محمد بن خالد، عن أيوب بن الحر، عن أبي جعفر عليه السلام. والنضر عن يحيى الحلبي عن أيوب بن الحر، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام مثله. (7) ير: أحمد، عن الحسين، عن صفوان، عن ابن حازم، عن عبد الرحيم القصير، عن أبي جعفر عليه السلام مثله. (8) 18 – فس: أبي، عن يحيى بن أبي عمران، عن يونس، (9) عن سعدان بن مسلم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: (ذلك الكتاب لاريب فيه) قال: الكتاب علي لاشك فيه (هدى للمتقين) قال عليه السلام: تبيان لشيعتنا. (10)


(1) اصول الكافي 1: 192. (2 و 5 – 8) بصائر الدرجات: 9. (3) تفسير فرات: 76. (4) مناقب آل ابى طالب 1: 567. (9) في المصدر: عن موسى بن يونس. (10) تفسير القمى: 27، وفيه: بيان لشيعتنا

[403]

19 – قب: أبو صالح عن ابن عباس في قوله تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا (1)) أي من ترك ولاية علي أعماه الله وأصمه عن الهدى. كتاب ابن رميح (2) (قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين * إن هو إلا ذكر للعالمين (3)) قال: أمير المؤمنين عليه السلام. وقال ابن عباس في قوله: (ذكرا: رسولا (4))، النبي ذكر من الله، وعلي ذكر من محمد كما قال: (وإنه لذكر لك ولقومك (5)). الباقر عليه السلام في قوله تعالى: (لو أن هداني لكنت من المتقين (6)) قال: لولاية علي عليه السلام فرد الله عليهم (بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين). (7) 20 – شى: عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علهيم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: فينا نزلت هذه الآية: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) فقال رسول الله صلى الله عليه واله: أنا المنذر وأنت الهادي يا علي. (8) 21 – شى: عن عبد الرحيم القصير قال: كنت يوما من الايام عند أبي جعفر عليه السلام فقال: يا عبد الرحيم، قلت: لبيك، قال: قول الله (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) إذ قال رسول الله صلى الله عليه واله: أنا المنذر وعلي الهادي، من الهادي اليوم ؟ قال: فسكت طويلا ثم رفعت رأسي فقلت: جعلت فداك هي فيكم توارثونها رجل فرجل حتى انتهت إليك، فأنت – جعلت فداك – الهادي، قال: صدقت يا عبد الرحيم، إن القرآن حي لا يموت، و الآية حية لا تموت، فلو كانت الآية إذا نزلت في الاقوام ماتوا ماتت الآية، لمات القرآن، (9)


(1) طه: 124 (2) في المصدر: كتاب ابن رميح قال أبو جعفر عليه السلام اه‍. (3) سورة ص: 86 و 87. (4) الطلق: 10. (5) الزخرف: 44. (6) الزمر: 57، وما بعدها ذيلها. (7) مناقب آل ابى طالب 1: 576 و 577. (8) مخطوط. (9) كذا في (ك) وفى (د): إذا نزلت في الاقوام ما توا لماتت الاية.

[404]

ولكن هي جارية في الباقين (1) كما جرت في الماضين. وقال عبد الرحيم: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن القرآن حي لم يمت، وإنه يجري كما يجري الليل والنهار، وكما يجري الشمس والقمر، ويجري على آخرنا كما يجري على أولنا. (2) 22 – شى: عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول في قول الله تعالى: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) قال رسول الله صلى الله عليه واله: أنا المنذر وعلي الهادي، وكل إمام هاد للقرن الذي هو فيه. (3) 23 – شى: عن بريد بن معاوية، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) فقال [قال] رسول الله صلى الله عليه واله: أنا المنذر، وفي كل زمان إمام منا يهديهم إلى ما جاء به نبي الله صلى الله عليه واله: والهداة من بعده علي والاوصياء من بعده واحد بعد واحد، أما والله ما ذهبت منا ولا زالت فينا إلى الساعة، رسول الله المنذر وبعلي يهتدي المهتدون. (4) 24 – شى: عن جابر، عن أبي جعفر قال قال النبي صلى الله عليه واله: أنا المنذر وعلي الهادى إلى أمري. (5) 25 – شى: عن بريد العجلي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: (أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس (6)) قال: الميت الذي لا يعرف هذا الشأن – يعني هذا الامر – (وجعلنا له نورا) إماما يأتم به يعني علي بن أبي طالب عليه السلام قلت: فقوله: (كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها (7)) فقال (8) بيده هكذا: هذا الخلق الذي لا يعرفون شيئا (9). 26 – شى: عن أبي بصير في قول الله: (فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه (10)) قال أبو جعفر عليه السلام: النور هو علي عليه السلام (11).


(1) في (د) للباقين. (2 – 5) تفسير العياشي مخطوط. (6 و 7) الانعام: 122. (8) أي أشار. (9 و 11) تفسير العياشي مخطوط (10) الاعراف: 152.

[405]

27 – فس: (أفمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه (1)) قال نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام (2). بيان: قال البيضاوي (3) وغيره: إنها نزلت في علي وحمزة عليهما السلام، وتتمة الآية في أبي لهب وولده. 28 – مناقب ابن شاذان: روي من طريق العامة بإسنادهم إلى عبد الله بن عمر قال قال رسول الله: بي انذرتم وبعلي بن أبي طالب اهتديتم، وقرأ (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد، وبالحسن اعطيتم الاحسان وبالحسين تسعدون [و] به تشبثون، ألا وإن الحسين باب من أبواب الجنة، من عانده حرم الله عليه ريح الجنة. 29 – فرائد السمطين: بإسناده عن علي بن أحمد الواحدي، قال من الآيات التي فيها علي عليه السلام تلو النبي صلى الله عليه واله قوله تعالى: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد). [أقول: وروى الاخبار المتقدمة بأسانيده عن ابن عباس وأبي هريرة وروى المالكي في الفصول المهمة عن ابن عباس مثل ما مر]. وأقول: قال ابن بطريق في المستدرك روى الحافظ أبو نعيم بإسناده عن أبي داود، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب (4)) أتدري من هم يا ابن ام سليم ؟ قلت: من هم يا رسول الله قال: نحن أهل البيت وشيعتنا. [وأقول: وجدت في كتاب منقبة المطهرين للحافظ بهذا الاسناد مثله]. تبيان: قال السيد رحمه الله في كتاب سعد السعود: إنه روى الشيخ محمد بن العباس بن مروان في تفسيره كون الهادي عليا في قوله تعالى: (ولكل قوم هاد) بخمسين طريقا و نحن نذكر منها واحدا (5)، رواه عن علي بن أحمد، عن حسن بن عبد الواحد، عن الحسن بن الحسين، عن محمد بن بكر، ويحيى بن مساور، عن أبي الجارود، عن أبي داود السبيعي


(1) الزمر: 22. (2) تفسير القمى: 577. (3) راجع تفسيره 2: 144. وما ذكره المصنف منقول بالمعنى. (4) الرعد: 28. (5) في المصدر: طريقا واحدا.

[406]

عن أبي الاسلمي، عن النبي صلى الله عليه واله (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) قال: فوضع يده على منكب علي فقال: هذا الهادي من بعدى (1). [وأقول: إذا عرفت ذلك في] اعلم أن قوله تعالى: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) يحتمل بحسب ظاهر اللفظ وجهين: أحدهما أن يكون قوله (هاد) خبرا لقوله: (أنت) أي أنت هاد لكل قوم (2، والثاني أن يكون (هاد) مبتدءا والظرف خبره، فقيل: إن المراد بالهادي هو الله تعالى، وقيل (3): المراد كل نبي في قومه، والحق أن المعنى: أن لكل قوم في كل زمان إمام هاد يهديهم إلى مراشدهم، نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام ثم جرت في الاوصياء بعده، كما دلت عليه الاخبار المستفيضة من الخاصة والعامة في هذا الباب، وقد مر كثير منها في كتاب الامامة. وروى الطبرسي نزوله في علي عليه السلام عن ابن عباس، وقتادة، والزجاج، وابن زيد وروى عن أبي القاسم الحسكاني مثل ما مر برواية ابن شهر آشوب (4). وقال الرازي في تفسيره: ذكروا ههنا أقوالا – إلى أن قال -: والثالث: المنذر: النبي والهادي علي، قال ابن عباس: وضع رسول الله يده على صدره فقال: أنا المنذر وأومأ (5) إلى منكب علي وقال: أنت الهادي، يا علي بك يهتدي المهتدون بعدي. انتهى (6). ولا يخفى دلالة الآية بعد ورود تلك الاخبار على أنه لا يخلو كل زمان من إمام هاد، وأن أمير المؤمنين عليه السلام هو الهادي والخليفة والامام بعد النبي صلى الله عليه واله لاغيره بوجوه شتى: الاول: مقابلته للنبي بأنه منذر وعلي هاد، ولا يريب عاقل عارف بأساليب (7) الكلام أن هذا يدل على كونه بعده قائما بما كان يقوم به، بل وأكثر لانه نسب صلى الله عليه واله


(1) سعد السعود: 99. (2) وعلى هذا فتكون الواو عاطفة، بخلاف الاحتمال الثاني فتكون للاستيناف. (3) أي على الاحتمال الثاني. (4) مجمع البيان 6: 278. (5) في المصدر: ثم أوما. (6) مفاتيح الغيب 5: 190. وفيه: من بعدى. (7) جمع الاسلوب: الفن. الطريق.

[407]

محض الانذار إلى نفسه والهداية التي أقوى منه إليه. الثاني: الحصر المستفلو من قوله صلى الله عليه واله أنت الهادي، إذ تعريف الخبر باللام يدل على الحصر، وكذا في قوله عليه السلام: وأنا الهادي إلى ما جاء به، وكذا في قوله صلى الله عليه واله: و الهادي على، فإن تعريف المبتدء باللام أيضا يدل عليه. الثالث تقديم الظرف في قوله: بك يهتدي المهتدون، الدال على الحصر أيضا، و كذا أمثاله من الالفاظ السابقة، وبهذه الاخبار يظهر أن حديث (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) من مفترياتهم كما اعترف بكونه موضوعا شارح الشفاء وضعف رواته، وكذا ابن حزم والحافظ زين الدين العراقي، وسيأتي القوم في ذلك إن شاء الله تعالى. * (باب 21) * * (أنه صلوات الله عليه الصادق والمصدق والصديق في القرآن) * 1 – قب: علماء أهل البيت: الباقر والصادق الكاظم والرضا عليهم السلام وزيد بن علي في قوله تعالى: (والذي جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون (1)) قالوا: هو علي عليه السلام. وروت العامة عن إبراهيم بن الحكم، عن أبيه، عن السدي، عن ابن عباس، و روى عبيدة بن حميد، عن منصور، عن مجاهد، وروى النطنزي في الخصائص، عن ليث عن مجاهد ؟ وروى الضحاك أنه قال ابن عباس: فرسول الله صلى الله عليه واله جاء بالصدق وعلي صدق به، الرضا عليه السلام قال النبي صلى الله عليه واله: (وكذب بالصدق) الصدق علي بن أبي طالب عليه السلام.


(1) الزمر: 33.

[408]

الصادق والرضا عليهما السلام قالا: إنه محمد وعلي صلوات الله عليهما. الكلبي وأبو صالح عن ابن عباس (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين (1)) أي كونوا مع علي بن أبي طالب عليه السلام ذكره الثعلبي في تفسيره عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام، وعن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، وذكره إبراهيم الثقفي عن ابن عباس والسدي وجعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام. شرف النبي عن الخركوشي، والكشف عن الثعلبي قالا: روى الاصمعي عن أبي عمرو بن العلاء، عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام في هذه الآية قال: محمد وعلي. وقال أمير المؤمنين عليه السلام: فنحن الصادقون عترته، وأنا أخوه في الدنيا والآخرة. وفي التفسير: المراد بالصادقين هم الذين ذكرهم الله تعالى في قوله: (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه (2)). عمرو بن ثابت، عن أبي إسحاق، عن علي عليه السلام قال: فينا نزلت: (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) فأنا والله المنتظر وما بدلت تبديلا. أبو الورد، عن أبي جعفر عليه السلام (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) قال: علي وحمزة وجعفر (فمنهم من قضى نحبه) قال: عهده، وهو حمزة وجعفر (ومنهم من ينتظر) قال: علي بن أبي طالب عليه السلام. وقال المتكلمون: ومن الدلالة على إمامة علي عليه السلام قوله: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) فوجدنا عليا بهذه الصفة لقوله: (والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس) يعني الحرب (اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون (3))


(1) التوبة: 119. (2) الاحزاب: 23. (3) البقرة: 177 وهذا استدلال لطيف جدا، فان القرآن يفسر بعضه بعضا، فأمر الله تعالى في آية سورة التوبة بالكون مع الصادقين والتبعية منهم، وفى آية سورة البقرة بين معنى الصادق ومصداقه بقوله: (ولكن البرمن آمن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبين – >

[409]

فوقع الاجماع بأن عليا أولى بالامامة من غيره، لانه لم يفر من زحف (1) قط كما فر غيره في غير موضع (2). [2 – فس: في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه (3)) لا يغيروا أبدا (4) (فمنهم من قضى نحبه) أي أجله وهو حمزة وجعفر بن أبي طالب (ومنهم من ينتظر) أجله (5)، يعني عليا عليه السلام يقول: (وما بدلوا تبديلا ليجزي الله الصادقين بصدقهم) الآية (6).] 3 – كشف: مما أخرجه العز المحدث الحنبلي قوله: (وكونوا مع الصادقين) قال ابن عباس: كونوا مع علي وأصحابه. قوله تعالى: (والذي جاء بالصدق وصدق به) الذي جاء بالصدق رسول الله صلى الله عليه واله و الذي صدق به علي بن أبي طالب عليه السلام، قاله مجاهد. قوله: (والذين آمنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم


وآتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون) والمتكلمون وان تمسكوا بقوله: (والصابرين) فقط على ما يستفاد من العبارة لكن يجرى الاستدلال ويجوز بكل جملة من جملاتها، فهو أول من آمن واستفام في إيمانه، وهو الذى أعطى الزكاة في الركوع كما سبق تفصيله، وأعطى قوته المسكين واليتيم والاسير لوجه الله وعلى حبه، وهو الصابر في البأسل والضراء، والذاب عن رسول الله في الهيجاء، وهو الصادق حقا الذى امر الناس بالكون معه، فتقديم غيره انكار للقرآن وتكذيب بآياته، ومن أظلم ممن كذب بآياته ؟ انه لا يفلح الظالمون (1) الزحف: الجيش الكثير يزحف إلى العدو، ويقال: زحف العسكر إلى العدو، إذا مشوا إليهم في ثقل لكثرة عددهم. (2) مناقب آل أبى طالب 1: 572 و 573. (3) الاحزاب: 23، وما بعدها ذيلها. (4) في المصدر: لا يفروا أبدا. (5) في المصدر: أي أجله. (6) تفسير القمى: 527.

[410]

أجرهم ونورهم (1)) نزلت في علي عليه السلام وروى أبو بكر بن مردويه عن ابن عباس في قوله (كونوا مع الصادقين) قال: مع علي عليه السلام (2). 4 – كنز: محمد بن العباس، عن الرجال الثقاة، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: الصديقون ثلاثة: حبيب النجار وهو مؤمن آل يس، وخربيل مؤمن آل فرعون، وعلي بن أبي طالب، وهو أفضل الثلاثة. وروى أيضا بحذف الاسانيد عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: هبط على النبي صلى الله عليه واله ملك له عشرون ألف رأس، فوثب (3) النبي صلى الله عليه واله يقبل يده فقال له الملك: مهلا مهلا يا محمد فأنت والله أكرم على الله من أهل السماوات وأهل الارضين، و الملك يقال له (محمود) فإذا بين منكبيه مكتوب: لا إله إلا الله محمد رسول الله علي الصديق الاكبر، فقال له النبي صلى الله عليه واله: حبيبي محمود ! منذكم هذا مكتوب بين منكبيك ؟ قال: من قبل أن يخلق الله آدم اباك بإثني عشر ألف عام. (4) 5 – كنز: محمد بن العباس، عن عبد العزيز بن يحيى، عن محمد بن زكريا، عن أحمد بن محمد بن يزيد، عن سهل بن عامر البجلي، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي إسحاق، عن جابر، عن أبي عبد الله عليه السلام عن محمد بن الحنفية قال: قال علي عليه السلام: [كنت عاهدت الله ورسوله] أنا وعمي حمزة وأخي جعفر وابن عمي عبيدة بن الحارث على أمر وفينا [به] لله ولرسوله، فتقدمني أصحابي وخلفت (5) بعدهم لما أراد الله عزوجل، فأنزل الله تعالى فينا: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه) حمزة وجعفر وعبيدة (ومهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) فأنا المنتظر وما بدلت تبديلا. (6)


(1) الحديد: 19. (2) كشف الغمة: 92 و 93. (3) نهض وقام. (4) كنز جامع الفوائد مخطوط. وفى الحديث غرابة ولم يذكر السند. (5) خلف الرجل: بقى بعده وقام مقام. (6) مخطوط:

[411]

[ل: عن أبي جعفر عليه السلام في خبر طويل في خصال الاوصياء التي يمتحنهم الله بها في حياة الانبياء وبعد وفاتهم قال عليه السلام: ولقد كنت عاهدت الله، وذكر نحوه. (1)] 6 – كنز: علي بن عبد الله بن أسد، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن يحيى بن صالح، عن مالك بن خالد الاسدي، عن الحسن بن إبراهيم، عن جده، عن عبد الله بن الحسن، عن آبائه عليهم السلام قال: [ما] عاهد الله علي بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب و جعفر بن أبي طالب أن لايفر وافي زحف أبدا، فتموا كلهم، فأنزل الله هذه الآية (فمنهم من قضى نحبه) حمزة استشهد يوم احد وجعفر استشهد يوم مؤتة (ومنهم من ينتظر) يعني علي بن أبي طالب (وما بدلوا تبديلا) يعني الذي عاهدوا عليه. (2) 7 – فر: الحسين بن سعيد معنعنا عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لما نزلت الآية (3) (اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) التفت النبي إلى أصحابه فقال: أتدرون فيمن نزلت هذه الآية ؟ قالوا: لا والله يا رسول الله ما ندري، فقال أبو دجانة: يا رسول الله كلنا من الصادقين قد آمنا بك وصدقناك، قال: لا يا أبا دجانة، هذه نزلت في ابن عمي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب خاصة دون الناس، وهو من الصادقين. (4) 8 – أقول: روى ابن بطريق في المستدوك، عن الحافظ أبي نعيم، بإسناده عن جعفر ابن محمد عليهما السلام في قوله عزوجل: (اتقوا الله وكونوا مع الصادقين (5)) قال: محمد وعلي عليهما السلام. وبإسناده عن ابن عباس هو علي بن أبي طالب عليه السلام. وروى عن أبي نعيم بإسناده عن ليث، عن مجاهد في قوله عزوجل: (والذي جاء بالصدق وصدق به (6)) جاء بالصدق محمد صلى الله عليه واله وصدق به علي بن أبي طالب عليه السلام. وبإسناده عن عباد بن عبد الله


(1) الخصال 2: 21، والحديث في هامش (ك) فقط. (2) مخطوط. (3) في المصدر: لما نزلت عليه. (4) تفسير فرات: 56. (5) التوبة: 119. (6) الزمر: 33.

[412]

قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: أنا الصديق الاكبر، لا يقولها بعدي إلا كذاب، صليت قبل الناس سبع سنين، وبإسناده عن ابن أبي ليلى عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل يس، وخربيل مؤمن آل فرعون – ويروى خرقيل – وعلي بن أبي طالب، وهو أفضلهم. ومن الجزء الثاني من كتاب الفردوس لابن شيرويه عن داود بن بلال مثله سواء. ورواه عن أحمد بن حنبل من ثلاثة طرق وطريق من الثعلبي، ومن مناقب ابن المغازلي من ثلاثة طرق. أقول: روى تلك الاخبار في العمدة بأسانيدها فإن شئت فراجع إليه. (1) يف: أحمد بن حنبل في مسنده عن ابن أبي ليلى عن أبيه، وابن شيرويه في الفردوس وابن المغازلي مثله سواء. (2) أقول: روى الفخر الرازي في تفسيره مثله. (3) 9 – يف: ابن المغازلي بإسناده عن مجاهد قال: (الذي جاء بالصدق) محمد صلى الله عليه وآله (وصدق به) علي عليه السلام. (4) 10 – يف: روى الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي (5) في تفسير قوله تعالى: (والذين آمنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم (6)) بإسناده، عن قتادة، عن الحسن، عن ابن عباس (والذين آمنوا) يعني صدقوا (بالله) أنه واحد: علي وحمزة بن عبد المطلب وجعفر الطيار (اولئك هم الصديقون) قال رسول الله صلى الله عليه واله: صديق هذه الامة علي بن أبي طالب، وهو الصديق الاكبر و الفاروق الاعظم. ثم قال: (والشهداء عند ربهم) قال ابن عباس: فهم صديقون وهم


(1) العمدة: 112 و 113 و 184 و 185. (2) الطرائف: 123. (3) مفاتيح الغيب 7: 305. (4) لم نجده في المصدر المطبوع. (5) هكذا في المصدر وهو الصحيح كما مر ص 273 وفى النسخ: محمد بن موسى الشيرازي. (6) الحديد: 19. (*)

[413]

شهداء الرسل على أنهم قد بلغوا الرسالة. ثم قال: (لهم أجرهم) يعني ثوابهم على التصديق بالنبوة والرسالة لمحمد صلى الله عليه واله (ونورهم) يعني على الصراط. (1) بيان: قال العلامة في كشف الحق: روى أحمد بن حنبل أنها نزلت في علي عليه السلام. (2) وقد مر في الاخبار الكثيرة أنه هو الصديق أي كثير الصدق في الافعال والاقوال، وكثير التصديق لما جاءت به الرسل، وكل ذلك كان كاملا في أمير المؤمنين عليه السلام فكان أولى بالامامة ممن هو دونه، لقبح تفضيل المفضول. وقال ابن بطريق – رحمه الله – في العمدة: اعلم أن الصدق خلاف الكذب، والصديق: الملازم للصدق الدائم في صدقه، والصديق: من صدق عمله قوله، ذكر ذلك أحمد بن فارس اللغوي في مجمل اللغة والجوهري في الصحاح، وإذا كان هذا هو معنى الصديق، و الصديق أيضا يكون ثلاثة أقسام: صديق يكون نبيا، وصديق يكون إماما، وصديق يكون عبدا صالحا لانبيا ولا إماما، فأما ما يدل على أول الاقسام قوله سبحانه: (و اذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا (3)) وقوله تعالى: (يوسف أيها الصديق (4)) وأماما يدل على كون الصديق إماما قوله تعالى: (فاولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين) فذكر النبيين ثم ثنى بالصديقين، لانه ليس بعد النبيين في الذكر أخص من الائمة عليهم السلام ويدل عليه هذه الاخبار لانه لما ذكره عليه السلام معهما ولم يكونا نبيين ولا إمامين فأراد إفراده عنهما بما لا يكون لهما – وهي الامامة – قال صلى الله عليه واله: وهو أفضلهم، وعلى ما مر من معنى الصديق ينبغي اختصاصه به لانه لم يعص الله تعالى منذ خلق ولم يشرك بالله تعالى، فقد لازم الصدق ودام عليه وصدق عمله قوله. (5) 11 – ما: أبو عمرو، عن ابن عقدة، عن يعقوب بن يوسف، عن حسن بن حماد،


(1) الطرائف: 23. (2) كشف الحق 1: 92. (3) مريم: 56. (4) يوسف: 46. وكذا يدل على ما ذكر قوله تعالى: (واذكر في الكتاب ابراهيم إنه كان صديقا نبيا) مريم: 41. (5) العمدة: 113 و 114، وما ذكره المصنف منقول بالمعنى.

[414]

عن أبيه، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) قال: مع علي بن أبي طالب عليه السلام. (1) فر: فرات، عن محمد بن عبيد بن عتبة، والقاسم بن حماد، عن جندل بن والق، معنعنا عن الصادق عن أبيه عليهما السلام مثله. (2) 12 – فس: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين (3)) يقول: كونوا مع علي بن أبي طالب وآل محمد عليهم السلام والدليل على ذلك قول الله: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه) وهو حمزة (ومنهم من ينتظر) و هو علي بن أبي طالب عليه السلام يقول الله: (وما بدلوا تبديلا). (4) 13 – ل: محمد بن علي بن إسماعيل، عن النعمان بن أبي الدلهاب، (5) عن الحسين بن عبد الرحمان، عن عبيدالله بن موسى، عن محمد بن أبي ليلى قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: الصديقون ثلاثة: علي بن أبي طالب وحبيب النجار ومؤمن آل فرعون. (6) أقول: قال السيوطي في تفسيره المسمى بالدر المنثور: أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى: (اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) قال: مع علي بن أبي طالب، وأخرج ابن عساكر عن أبي جعفر عليه السلام مثله. (7) 14 – كشف: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) عن ابن مردويه أنها نزلت في علي عليه السلام. وعن ابن مردويه في قوله تعالى: (فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق


(1) امالي الشيخ: 160. (2) تفسير فرات: 52. (3) لا نكرر مواضع الايات، راجع الاخبار السابقة. (4) تفسير القمى: 282. (5) في المصدر: عن النعمان بن أبي الدلهات. (6) الخصال 1: 86. (7) الدر المنثور 3: 290.

[415]

إذ جاءه (1)) عن موسى بن جعفر، عن أبيه عليهما السلام قال: هو من رد قول رسول الله صلى الله عليه واله في علي عليه السلام. (2) بيان: روى العلامة – رحمه الله – في كشف الحق (3) من طريقهم مثله. وظاهر أن ولايته عليه السلام من أعظم ما أتى الرسول به صادقا عن الله تعالى، والتكذيب به من أعظم الظلم، لانه عمدة أركان الايمان، ولا يتم شئ منها إلا به، فيحتمل أن تكون الآية نازلة فيه، ثم جرى في كل من كذب شيئا مما نزل من عند الله تعالى. 15 – فس: (إنك ميت وإنهم ميتون * ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون (4)) يعني أمير المؤمنين عليه السلام ومن غصبه حقه، ثم ذكر أيضا أعداء آل محمد عليهم السلام ومن كذب على الله وعلى رسوله وادعى سالم يكن له فقال: (فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه) يعني لما جاء به رسول الله صلى الله عليه واله من الحق و ولاية أمير المؤمنين عليه السلام، ثم ذكر رسول الله وأمير المؤمنين عليهما السلام فقال: والذي جاء بالصدق وصدق به يعني أمير المؤمنين عليه السلام أولئك هم المتقون). (5) 16 – كشف: عن أبي بكر بن مردويه قوله تعالى: (والذي جاء بالصدق) محمد، صلى الله عليه واله (و) الذي (صدق به) علي بن أبي طالب عليه السلام. (6) 17 – مد: بإسناده إلى الثعلبي، عن علي بن الحسين، عن علي بن محمد بن أحمد، عن عبد الله بن محمد الحافظ، عن الحسين بن علي، عن محمد بن الحسن، عن عمر بن سعد، عن ليث، عن مجاهد في قوله تعالى: (والذي جاء بالصدق وصدق به) قال: جاء به محمد صلى الله عليه واله وصدق به علي عليه السلام. (7)


(1) الزمر: 32. (2) كشف الغمة: 93. (3) ج 1 ص 96. (4) الزمر: 30 و 31، وما بعدها ذيلها. (5) تفسير القمى: 577. (6) كشف الغمة: 95. (7) العمدة: 184 و 185.

[416]

بيان: قال العلامة رحمه الله في كشف الحق في قوله تعالى: (والذي جاء بالصدق وصدق به) روى الجمهور عن مجاهد قال: هو علي بن أبي طالب عليه السلام (1) وروي مثل ذلك عن الحافظ أبي نعيم بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام. ورواه الشيخ الطبرسي رحمه الله عن مجاهد، قال: ورواه الضحاك عن ابن عباس، وهو المروي عن أئمة الهدى عليهم السلام. (2) [وروى السيوطي في الدر المنثور عن ابن عساكر عن مجاهد أنه قال: الذي جاء بالصدق رسول الله صلى الله عليه واله وصدق به علي بن أبي طالب عليه السلام. (3)] أقول: فقد صح بنقل المخالف والمؤالف نزول تلك الآية في أمير المؤمنين عليه السلام ولا عبرة بما يتفرد به شاذ من متعصبي المخالفين كالرازي أنها نزلت في أبي بكر لانتحالهم له لقب الصديق، وقد عرفت بنقل الفريقين أن أمير المؤمنين عليه السلام هو الصديق في هذه الامة ورأس جميع الصديقين، وإذا ورد نقل باتفاق الفريقين وآخر تفرد به أحدهما فلاشك في أن المعول على ما اتفقا عليه، مع أنه سيأتي في باب سبق إسلامه عليه السلام إثبات أنه لسبق إسلامه أولى بالوصف بالتصديق والصديق ممن عبدالصنم أزيد من أربعين سنة من عمره ثم صدق ظاهرا ! وكان يظهر منه كل يوم شواهد نفاق قلبه وأما تصحيح الآية على وجه يوافق الاخبار فبوجهين. الاول أن يكون المراد بالموصول الجنس، فيكون الرسول وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما داخلين في الموصول، وإنما خص الرسول الله صلى الله عليه واله بالجزء الاول من الصلة لكونه فيه أظهر وأقوى، وكذا خص الجزء الثاني بأمير المؤمنين عليه السلام لانه فيه أحوج إلى البيان. (4) الثاني أن يقدر الموصول في الثاني (5) كما هو مختار الكوفيين، قال الشيخ الرضي


(1) كشف الحق 1: 92. (2) مجمع البيان 8: 498. (3) الدر المنثور 5: 328. وقد أخرجه عن ابن مردويه عن ابى هريرة، لا كما ذكره المصنف. (4) توضيح أن الرسول الله صلى الله عليه وآله هو الجائى بالصدق والمبلغ له فلا جرم يكون مصدقا أيضا لما جاء به، ولا اجتياج في اثبات كونه مصدقا إلى بيان، وليس كذلك أمير المؤمنين عليه السلام فانه فيه احوج إلى البيان. (5) أي في الجملة الثانية بأن يقال: والذي صدق به. وفى غير (ك) من النسخ (أن يقدر الصلة) وهو وهم.

[417]

رضي الله عنه، أجاز الكوفيون حذف غير الالف واللام من الموصولات الاسمية خلافا للبصريين قالوا: قوله تعالى: (وما منا إلا له مقام معلوم (1)) أي إلا من له مقام معلوم، ثم قال: ولا وجه لمنع البصريين من ذلك من حيث القياس، إذ قد يحذف بعض حروف الكلمة وليس الموصول بألزق منها، انتهى. ثم اعلم أن اختصاصه بتلك الكرامة الدالة على فضله في الايمان والتصديق اللذين كلاهما مناط الشرف والفضل على سائر الصحابة يدل على أنه أولى بالامامة والخلافة، كما مر تقريره مرارا. وأما قوله تعالى: (وكونوا مع الصادقين) فقال العلامة – رحمه الله -: روى الجمهور أنها نزلت في علي عليه السلام. (2) وقال الشيخ الطبرسي: (وكونوا مع الصادقين) أي الذين يصدقون في أخبارهم ولا يكذبون. ومعناه: كونوا على مذهب من يستعمل الصدق في أقواله وأفعاله، وصاحبوهم ورافقوهم، كقولك: أنا مع فلان في هذه المسألة أي أقتدي به فيها، وقد وصف الله الصادقين في سورة البقرة بقوله: (ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر (3)) إلى قوله: (اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون) فأمر الله سبحانه بالاقتداء بهؤلاء (4)، وقيل: المراد بالصادقين هم الذين ذكرهم الله في كتابه، وهو قوله: (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه (5)) يعني حمزة بن عبد المطلب وجعفر بن أبي طالب (ومنهم من ينتظر) يعني علي بن أبي طالب عليه السلام. وروى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: (كونوا مع الصادقين) مع علي وأصحابه وروى جابر عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (كونوا مع الصادقين) قال: مع آل محمد عليهم السلام وقيل: مع النبيين والصديقين في الجنة بالعمل الصالح في الدنيا، عن الضحاك، وقيل: مع محمد وأصحابه، عن نافع، وقيل: مع الذين صدقت نياتهم، و استقامت قلوبهم وأعمالهم، وخرجوا مع رسول الله صلى الله عليه واله يتخلفوا عنه، عن ابن عباس،


(1) الصافات: 164. (2) كشف الحق 1: 93. (3) البقرة: 177. (4) في المصدر: بهؤلاء الصادقين المتقين. (5) الاحزاب: 23. (*)

[418]

وقيل: إن معنى (مع) ههنا معنى (من) انتهى (1). أقول: الصادق هو من لا يكذب في قوله ولا فعله، والصدق في قراءة سورة الحمد فقط يوجب العصمة، لانه يقول في كل يوم عشر مرات وأكثر: (إياك نعبد) وقد سمى الله طاعة الشيطان عبادة في مواضع (2)، وكل معصية طاعة للشيطان (3)، وقس على ذلك قوله: (وإياك نستعين) وسائر ما يقول الانسان ويدعيه من الايمان بالله واليوم الآخر، وحب الله تعالى والاخلاص له، والتوكل عليه وغير ذلك، وأخبار الخاصة و العامة مشحونة بذلك، فظهر أن الصادق حقيقة هو المعصوم، وسيأتي تحقيق ذلك في كتاب مكارم الاخلاق، وأيضا قد ثبت بما مر في كتاب الامامة في باب أنهم عليهم السلام صادقون وفي هذا الباب من أخبار الفريقين أنهم المراد بالصادقين في الآية، ولا ريب في أن المراد بالكون معهم الاقتداء بهم وطاعتهم ومتابعتهم إذ ظاهر أن ليس المراد محض الكون معهم بالجسم والبدن، فيدل على إمامتهم، إذلا يجب متابعة غير الامام في كل ما يقول ويفعل بإجماع الامة. وقال أبو الصلاح الحلبي في كتاب تقريب المعارف بعد ذكر الآية: فأمر باتباع المذكورين، ولم يخص جهة الكون بشئ دون شئ، فيجب اتباعهم في كل شئ، و ذلك يقتضي عصمتهم، لقبح الامر بطاعة الفاسق أو من يجوز منه الفسق، ولا أحذ ثبتت له العصمة ولا ادعيت فيه غيرهم عليهم السلام، فيجب القطع على إمامتهم واختصاصهم بالصفة الواجبة للامامة (4)، ولانه لا أحد فرق بين دعوى العصمة لهم والامامة، انتهى. وأما قوله تعالى: (رجال صدقوا) فقد روى الطبرسي – رحمه الله – عن أبي القاسم الحسكاني بالاسناد عن عمرو بن ثابت، عن أبي إسحاق، عن علي عليه السلام قال: فينا نزلت


(1) مجمع البيان 5: 81. (2) منها قوله تعالى: (ألم أعهد إليكم يا بنى آدم أن لا تعبدوا الشيطان) ص: 60. وقوله (يا أبت لا تعبد الشيطان) مريم: 44. (3) فيقرر كذلك: المعصية طاعة للشيطان، وطاعته عبادته، فالمعصية عبادته. (4) وهى العصمة.

[419]

(رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) فأنا والله المنتظر وما بدلت تبديلا (1). وروى العلامة ومؤلف كتاب تنبيه الغافلين نحو ذلك، والنحب: النذر الذي عاهدوا عليه في نصرة الدين وجهاد الكافرين ومعاونة سيد المرسلين، أو الاجل. ودلالة الآية على فضله عليه السلام من جهات شتى غير مستور على اولي النهى. تتميم: قال السيد المرتضى – رضوان الله عليه – في كتاب الفصول: سئل الشيخ المفيد – قدس الله روحه – عن قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين (2)) فقيل له: فيمن نزلت هذه الآية ؟ فقال: في أمير المؤمنين عليه السلام وجرى حكمها في الائمة من ذريته الصادقين عليهم السلام قال الشيخ – أدام الله عزه -: وقد جاءت آثار كثيرة في ذلك، يدل على صحة هذا التأويل ما أنا ذاكره بمشية الله وعونه: قد ثبت أن الله سبحانه دعا المؤمنين إلى اتباع الصادقين في هذه الآية (3)، و الكون معهم فيما يقتضيه الدين، وثبت أن المنادى به يجب أن يكون غير المنادى إليه، لاستحالة أن يدعى الانسان إلى الكون مع نفسه واتباعها، فلا يخلو أن يكون الصادقون الذين دعا الله تعالى إليهم جميع من صدق وكان صادقا حتى يعمهم اللفظ ويستغرق جنسهم أو أن يكون بعض الصادقين، وقد تقدم إفسادنا لمقال من يزعم أنه عم الصادقين لان كل مؤمن فهو صادق بإيمانه، فكان يجب بذلك أن يكون الدعاء للانسان إلى اتباع نفسه وذلك محال على ما ذكرناه، وإن كانوا بعض المؤمنين دون بعض فلا يخلو من أن يكونوا معهودين معروفين فتكون الالف واللام إنما دخلا للمعهود، أو يكونوا غير معهودين، فإن كانوا معهودين فيجب أن يكونوا معروفين غير مختلف فيهم، فيأتي الروايات بأسمائهم و الاشارة إليهم خاصة، وأنهم طائفة معروفة عند من سمع الخطاب من رسول الله صلى الله عليه واله و في عدم ذلك دليل على بطلان مقال من ادعى أن هذه الآية نزلت في جماعة غير من ذكرناه كانوا معهودين، وإن كانوا غير معهودين فلابد من الدلالة عليهم ليمتازوا (4) ممن يدعى


(1) مجمع البيان 8: 350. (2) التوبة: 119. (3) في المصدر: دعا المؤمنين في هذه الاية إلى اتباع الصادقين. (4) ليتميزوا.

[420]

مقامهم، وإلا بطلت الحجة لهم، وسقط تكليف اتباعهم، وإذا ثبت أنه لابد من الدليل عليهم ولم يدع أحد من الفرق دلالة على غير من ذكرناه ثبت أنها فيهم خاصة، لفساد خلو الامة كلها من تأويلها، وعدم أن يكون القصد إلى أحد منهم بها. على أن الدليل قائم على أنها فيمن ذكرناه، لان الامر ورد باتباعهم على الاطلاق، وذلك يوجب عصمتهم وبراءة ساحتهم والامان من زللهم، بدلالة إطلاق الامر باتباعهم، والعصمة توجب النص على صاحبها بلا ارتياب، وإذا اتفق مخالفونا على نفي العصمة والنص على من ادعوا (1) له تأويل هذه الآية فقد ثبت أنها في الائمة عليهم السلام لوجود النقل للنص (2) عليهم، وإلا خرج الحق عن امة محمد صلى الله عليه واله وذلك فاسد. مع أن القرآن دليل (3) على ما ذكرناه، وهو أن الله سبحانه قال: (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل و السائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون (4)) فجمع الله تبارك وتعالى هذه الخصال كلها ثم شهد لمن كملت فيه بالصدق والتقى على الاطلاق، فكان مفهوم معنى الآيتين الاولى وهذه الثانية أن اتبعو الصادقين الذين باجتماع هذه الخصال التى عددنا ها فيهم استحقوا بالاطلاق اسم (الصادقين)، ولم نجد أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله اجتمعت فيه هذه الخصال إلا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فوجب أنه الذي عناه الله سبحانه بالآية وأمر فيها باتباعه، والكون معه فيما يقتضيه الدين، وذلك أنه ذكر الايمان به – جل اسمه – واليوم الآخر والملائكة والكتاب و النبين، وكان أمير المؤمنين عليه السلام أول الناس إيمانا به وبما وصف (5) بالاخبار المتواترة


(1) في المصدر: عمن ادعوا. (2) في المصدر: بالنص. (3) في المصدر: مع أن في القرآن دليلا. (4) البقرة: 177. (5) أي اليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين.

[421]

بأنه أول من أجاب رسول الله صلى الله عليه واله من الذكور، وبقول النبي صلى الله عليه واله لفاطمة عليها السلام زوجتك أقدمهم سلما وأكثرهم علما، وقول أمير المؤمنين عليه السلام: أنا عبد الله وأخو رسوله لم يقلها أحد قبلي ولا يقولها أحد بعدي إلا كذاب مفتر، صليت قبلهم سبع سنين، وقوله عليه السلام: اللهم إني لا اقر لاحد من هذه الامة عبدك قبلي، وقوله عليه السلام – وقد بلغه من الخوارج مقال – أنكره – أم يقولون إن عليا يكذب، فعلى من أكذب أعلى الله فأنا أول من عبده أم على رسوله (1) فأنا أول من آمن به وصدقه ونصره ؟ وقول الحسن عليه السلام صبيحة الليلة التي قبض فيها أمير المؤمنين عليه السلام: لقد قبض في هذه الليلة رجل ما سبقه الاولون ولا يدركه الآخرون. في أدلة يطول شرجها على ذلك. ثم أردف (2) الوصف الذي تقدم، الوصف بإيتاء المال على حبه ذوي القربى و اليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب، ووجدنا ذلك لامير المؤمنين عليه السلام بالتنزيل وتواتر الاخبار فيه (3) على التفصيل، قال الله تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله (4)) واتفقت الرواة من الفريقين الخاصة والعامة على أن هذه الآية بل السورة كلها نزلت في أمير المؤمنين وزوجته فاطمة عليهما السلام (5) وقال سبحانه: (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون (6)) وجاءت الرواية أيضا مستفيضة بأن المعني بهذه أمير المؤمنين عليه السلام ولا خلاف في أنه صلوات الله عليه أعتق من كد يده جماعة لا يحصون كثرة، ووقف أراضي كثيرة استخرجها وأحياها (7) بعد موتها، فانتظم


(1) في المصدر: ام على رسول الله. (2) أردف الشئ بالشئ: أتبعه عليه. (3) في المصدر: وتواتر الاخبار به. (4) الانسان: 8 – 9، ولم يذكر ذيل الاية في غير (ك). (5) في المصدر: في أمير المؤمنين وزوجته فاطمة وابنيه عليهم السلام. (6) البقرة: 274. (7) كذا في النسخ، وفى المصدر: ووقف أراضي كثيرة وعينا استخرجها وأحياها. فيكون على اللف والنشر المشوش.

[422]

الصفات على ما ذكرناه. ثم أردف بقوله: (وأقام الصلاة وآتى الزكاة) فكان (1) هو المعني بها بدلالة قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون (2)): واتفق أهل النقل على أنه عليه السلام هو المزكي في حال ركوعه في الصلاة، فطابق هذا الوصف وصفه في الآية المتقدمة وشاركه في معناه. ثم أعقب ذلك بقوله عز اسمه: (والموفون بعهدهم إذا عاهدوا) وليس أحد من الصحابة إلا من نقض عهده (3) في الظاهر أو تقول ذلك عليه إلا أمير المؤمنين عليه السلام فإنه لا يمكن أحدا أن يزعم أنه نقض ما عاهد عليه رسول الله صلى الله عليه واله من النصرة، والمواساة. فاختص أيضا بهذا الوصف. ثم قال سبحانه: (والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس) ولم يوجد أحد صبر مع رسول الله صلى الله عليه واله عند الشدائد غير أمير المؤمنين عليه السلام فإنه باتفاق وليه وعدوه لم يول دبرا ولافر من قرن ولاهاب (4) في الحرب خصما، فلم استكمل هذه الخصال بأسرها (5) قال سبحانه: (اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون) يعني به أن المدعو إلى اتباعه من جملة الصادقين، وهو من دل على اجتماع الخصال فيه، وذلك أمير المؤمنين عليه السلام وإنما عبر عنه بحرف الجمع تعظيما له وتشريفا، إذ العرب تضع لفظ الجمع على الواحد إذا أرادت أن تدل على نباهته (6) وعلو قدره وشرفه ومحله (7)، و إن كان قد يستعمل فيمن لابراد له ذلك إذا كان الخطاب يتوجه إليه ويعم غيره بالحكم


(1) في المصدر: وكان. (2) المائدة: 55. (3) في المصدر: من نقض العهد (4) القرن – بكسر القاف -: كفؤك. من يقاومك. نظيرك في الشجاعة. هاب من الخصم: خافه واتقاه. (5) أي بجميعها. (6) النباهة: الشرف. (7) في المصدر: وشرف محله.

[423]

ولو جعلنا المعني في لفظ الجمع بالعبارة [عن علي] أمير المؤمنين عليه السلام لكان ذلك وجها (1) لانه وإن خص بالذكر فإن الحكم جار فيمن يليه من الائمة المهديين عليهم السلام على ما شرحناه، وهذا بين، نسأل الله توفيقا نصل به إلى الرشاد برحمته (2). [بيان: قوله: (فطابق هذا الوصف) كأنه – قدس سره – حمل الواو في قوله: (وآتى الزكاة) على الحال لا العطف بقرينة ذكر إيتاء المال الشامل للزكاة سابقا، مع ذكر أكثر مصارفها والتأسيس أولى من التأكيد، وتؤيده هذه الآية.]. * (باب 22) * * (أنه صلوات الله عليه الفضل والرحمة والنعمة) * 1 – فس: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون (3)) قال: الفضل رسول الله صلى الله عليه واله والرحمة (4) أمير المؤمنين عليه السلام (فبذلك فليفرحوا) قال: فليفرح شيعتنا هو خير مما اعطي (5) أعداؤنا من الذهب والفضة (6). 2 – ما: أبو عمرو، عن ابن عقدة، عن يعقوب بن يوسف، عن نصر بن مزاحم، عن محمد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: (بفضل الله وبرحمته) بفضل الله: النبي صلى الله عليه واله وبرحمته: علي عليه السلام (7). 3 – شى: عن محمد بن فضيل، عن أبي الحسن عليه السلام في قوله: (ولولا فضل الله عليكم


(1) في المصدر: بالعبارة عن أمير المؤمنين عليه السلام لذلك لكان وجها وفى (ت): ولو جعلنا المعنى في لفظ الجمع بالعبارة أمير المؤمنين اه‍ وهو أقرب إلى الصواب. (2) الفصول المختارة 1: 91 – 94. (3) يونس: 58. (4) في المصدر: ورحمته. (5) في المصدر: اعطوا. (6) تفسير القمى: 289. (7) امالي الشيخ: 159.

[424]

ورحمته (1)) قال: الفضل رسول الله صلى الله عليه واله ورحمته أمير المؤمنين عليه السلام (2). كشف: أبو بكر بن مردويه عن أبي جعفر عليه السلام مثله (3). أقول: رواه العلامة من طريقهم. 4 – فس: (ويؤت كل ذي فضل فضله (4)) هو علي بن أبي طالب عليه السلام (5). 5 – قب: أبو الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (ويؤت كل ذي فضل فضله) علي بن أبي طالب عليه السلام. وكذا كان يقرأ ابن مسعود: فإن تولوا أعداؤه وأتباعهم فإني أخاف عليهم عذاب يوم عظيم. في تاريخ بغداد أنه روى السدي والكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس) قل بفضل الله) يعني النبي (6) ورحمته علي عليه السلام. الباقر عليه السلام فضل الله الاقرار برسول الله صلى الله عليه واله ورحمته الاقرار بولاية علي عليه السلام. ابن عباس في قوله: (ولولا فضل الله عليكم ورحمته) فضل الله محمد صلى الله عليه واله ورحمته علي عليه السلام. وقيل: فضل الله علي عليه السلام ورحمته فاطمة عليها السلام. الباقر عليه السلام (يدخل من يشاء في رحمته (7)) الرحمة علي بن أبي طالب عليه السلام. الباقر عليه السلام في قوله تعالى: (يعرفون نعمة الله (8) قد عرفهم ولاية علي عليه السلام وأمرهم بولايته، ثم أنكروا بعد وفاته. مجاهد في قوله: (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا (9)): كفرت بنو امية بمحمد وأهل بيته.


(1) النساء: 83. النور: 10 و 14 و 20 و 21. (2) تفسير العياشي مخطوط. (3) لم نجده في المصدر المطبوع (4) هود: 3. (5) تفسير القمى: 297. (6) في المصدر: قال: (بفضل الله) يعنى النبي. (7) الشورى: 8. الانسان: 31. (8) النحل: 83. (9) إبراهيم: 28.

[425]

تفسير وكيع قال ابن عباس في قوله: (ألم يجدك يتيما (1)) عند أبي طالب (فآوى) إلى أبي طالب يحفظك ويربيك، ووجدك في قوم ضلال فهداهم بك إلى التوحيد (ووجدك عائلا فأغنى) بمال خديجة (فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر وأما بنعمة ربك فحدث) أظهر القرآن وحدثهم بما أنعم الله به عليك. قال الحسن: (وأما بنعمة ربك فحدث) يا محمد حدث العباد بمنن أبي طالب عليك، وحدثهم بفضائل علي في كتاب الله لكي يعتقدوا ولايته (2). وحدثني أبو الفتوح الرازي – في روض الجنان – بما ذكره أبو عبد الله المرزباني، بإسناده عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله تعالى: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله (3)) نزلت في رسول الله صلى الله عليه واله وفي علي عليه السلام وقال أبو جعفر عليه السلام: المراد بالفضل فيه النبوة وفي علي الامامة. 6 – فر: جعفر الفراري رفعه عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى: (قل بفضل الله ورحمته) الآية قال: فضل الله النبي صلى الله عليه واله ورحمته علي بن أبي طالب عليه السلام (4) 7 – شى: عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت: (بفضل الله و برحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون (5)) فقال: الاقرار بنبوة محمد صلى الله عليه واله والائتمام بأمير المؤمنين عليه السلام هو خير مما يجمع هؤلاء في دنياهم. 8 – كنز: محمد بن العباس، عن علي بن العباس، عن حسن بن محمد، عن عباد بن يعقوب، عن عمر بن حبير، عن جعفر بن محمد عليهما السلام في قوله تعالى: (يدخل ممن يشاء في رحمته (6)) قال: الرحمة ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام (والظالمون مالهم من ولي ولا نصير).


(1) الضحى: 6، وما بعدها ذيلها. (2) مناقب آل أبي طالب 1: 577 و 578 والظاهر أن ما نقل عن ابى الفتوح الرازي منقول في المناقب أيضا لكنه لم نجده في المطبوع منه. (3) النساء: 54. (4) تفسير فرات: 61. (5) يونس: 58. (6) الشورى. 8، وما بعدها ذيلها.

[426]

[9 – لى: بإسناده عن النبي صلى الله عليه واله في حديث طويل أنه قال لعلي عليه السلام: والذي بعث محمدا بالحق نبيا ما آمن بي من أنكرك، ولا أقر بي من جحدك، وما آمن (1) بالله من كفر بك، إن فضلك لمن فضلي، وإن فضلي لفضل الله (2)، وهو قول الله عزوجل: (قل بفضل الله) الآية، ففضل الله نبوة نبيكم ورحمته ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام. (فبذلك) قال: بالنبوة والولاية (فليفرحوا) يعني الشيعة (هو خير مما يجمعون) يعني مخالفيهم من المال والاهل والولد في دار الدنيا (3).] أقول: روى ابن بطريق في المستدرك عن الحافظ أبى نعيم بإسناده يرفعه إلى جعفر بن محمد في قوله تعالى: (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم (4)) يعني الامن والصحة و ولاية علي عليه السلام. [وأقول: وجدت في كتاب منقبة المطهرين لابي نعيم عن محمد بن عمر بن أسلم، عن عبد الله بن محمد بن زياد، عن جعفر بن علي بن نجيح، عن حسن بن حسين، عن أبي جعفر الصائغ (5)، عنه عليه السلام مثله.] 10 – فر: إسماعيل بن إبراهيم، والحسين بن سعيد معنعنا، عن جعفر بن محمد في قوله تعالى: (يدخل من يشاء في رحمته) قال الرحمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (6). أقول: روى السيوطي في الدر المنثور عن الخطيب وابن عساكر عن ابن عباس (قل بفضل الله) قال: النبي صلى الله عليه واله (وبرحمته) قال: علي بن أبي طالب عليه السلام (7). [وقال في مجمع البيان في قوله تعالى: (ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم


(1) في المصدر: ولا آمن. (2) في المصدر: وان فضلى لك لفضل الله. (3) امالي الصدوق: 296. والرواية توجد في هامش (ك) و (د) فقط (4) التكاثر: 8. (5) في (د): أبي حفص الصائغ. (6) تفسير فرات: 200. (7) الدر المنثور 3: 308 و 309.

[427]

الشيطان إلا قليلا (1)) روي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام أن فضل الله ورحمته النبي وعلي صلوات الله عليهما (2) وقال في قوله تعالى: (قل بفضل الله وبرحمته (3)) قال أبو جعفر الباقر عليه السلام فضل الله رسول الله صلى الله عليه واله ورحمته علي بن أبي طالب عليه السلام. و روى ذلك الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس (4)]. بيان: لا يخفى على منصف أن كونه عليه السلام رحمة على جميع الامة لا سيما مع كونه عدلا للرسول في ذلك وفي إيتاء الفضل الذي يحسدهما عليه الناس والسؤال عن ولايته في القيامة دلائل على إمامته. * (باب 23) * * (انه عليه السلام هو الامام المبين) * [1 – فس: (وكل شئ أحصيناه في إمام مبين (5)) أي في كتاب مبين، فهو محكم، وذكر ابن عباس عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: أنا والله الامام المبين، ابين الحق من الباطل. ورثته من رسول الله صلى الله عليه واله (6)] 2 – مع: أحمد بن محمد بن الصقر، عن عيسى بن محمد العلوي، عن أحمد بن سلام الكوفي عن الحسين بن عبد الواحد، عن الحارث بن الحسن، عن أحمد بن إسماعيل بن صدقة، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه واله (وكل شئ أحصيناه في إمام مبين) قام أبو بكر


(1) النساء: 83. (2) مجمع البيان 3: 82. (3) يونس: 58. (4) مجمع البيان 5: 117. ولا يوجد ما نقله عن الطبرسي الا في هامش (ك) و (د) فقط. (5) يس: 12. (6) تفسير القمى: 548. والرواية لا توجد الا في هامش (ك).

[428]

وعمر من مجلسهما فقالا: يا رسول الله هو التوراة ؟ قال: لا، قالا: فهو الانجيل ؟ قال: لا قالا: فهو القرآن ؟ قال: لا، قال فأقبل أمير المؤمنين عليه السلام فقال رسول الله صلى الله عليه واله: هو هذا، إنه الامام الذي أحصى الله تبارك وتعالى فيه علم كل شئ. قال الصدوق – رضوان الله عليه -: سألت أبا بشر اللغوي بمدينة السلام عن معنى الامام فقال: الامام في لغة العرب هو المتقدم بالناس، والامام هو المطمر وهوالتر (1) الذي يبنى عليه البناء، والامام هو الذهب الذي يجعل في دار الضرب (2) ليؤخذ عليه العيار، والامام هو الخيط الذي يجمع حباة العقد، والامام هو الدليل في السفر في ظلمة الليل، والامام هو السهم الذي يجعل مثالا يعمل عليه السهام (3). 3 – ج: في خطبة الغدير: معاشر الناس ما من علم إلا وقد أحصاه الله في، وكل علم علمته فقد أحصيته في المتقين من ولده (4)، وما من علم إلا وقد علمته (5) عليا وهو الامام المبين (6). بيان: ذهب المفسرون إلى أن المراد بالامام المبين اللوح المحفوظ، لانه إمام لسائر الكتب، وما في الخبر هو المعتمد.


(1) المطمر – كمنبر -: خيط البناء. التر: الخيط الذى يمد على البناء فيقدر به. (2) أي المحل الذى يسبك فيه الدراهم والدنانير. (3) معاني الاخبار: 95 و 96. (4) في المصدر: في امام المتقين. (5) في المصدر: الاعلمته. (6) الاحتجاج: 37.

[429]

* (باب 24) * * (أنه عليه السلام الذى عنده علم الكتاب) * 1 – لى: ابن المتوكل، عن محمد العطار، عن ابن عيسى، عن القاسم، عن جده عن عمرو بن مغلس، عن خلف بن عطية العوفي (1)، عن أبي سعيد الخدري قال: سألت رسول الله صلى الله عليه واله عن قول الله جل ثناؤه (2): (قال الذي عنده علم من الكتاب (3)) قال ذاك وصي أخي سليمان بن داود، فقلت له: يا رسول الله فقول الله عزوجل: (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب (4)) قال ذاك أخي علي بن أبي طالب عليه السلام (5). 2 – فس: أبي، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الذي عنده علم الكتاب هو أمير المؤمنين عليه السلام وسئل: [عن] الذي عنده علم من الكتاب أعلم أم الذي عنده علم الكتاب ؟ فقال: ما كان علم الذي عنده علم من الكتاب عند الذي عنده علم الكتاب إلا بقدر ما يأخذ بعوضة (6) بجناحها من ماء البحر. (7) 3 – ج: ابن أبي عمير، عن عبد الله بن الوليد السمان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما يقول الناس في اولي العزم وصاحبكم أمير المؤمنين ؟ قال: قلت: ما يقدمون على اولي العزم أحدا، قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: إن الله تبارك وتعالى قال لموسى عليه السلام: وكتبنا


(1) كذا في النسخ، وفى المصدر: عن خلف، عن عطية العوفى. (2) في المصدر: جل شأنه. (3) النمل: 40. (4) الرعد: 43. (5) امالي الصدوق: 337. (6) في المصدر: بقدر ما تأخذه البعوضة. (7) تفسير القمى: 343.

[430]

له في الالواح من كل شئ موعظة (1)) ولم يقل كل شئ موعظة، وقال لعيسى عليه السلام: (ولابين لكم بعض الذي تختلفون فيه (2)) ولم يقل كل شئ، وقال لصاحبكم أمير المؤمنين عليه السلام: (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) وقال الله عزوجل (ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين (3)) وعلم هذا الكتاب عنده (4). 4 – ير: أحمد بن محمد، عن الاهوازي، عن النضر بن شعيب، عن القاسم بن سليمان عن جابر قال: قال أبو جعفر عليه السلام في قوله تعالى: (ومن عنده علم الكتاب) قال: هو علي بن أبي طالب عليه السلام (5). 5 – ير: أحمد بن محمد، عن الربيع بن محمد، عن النضر، عن موسى بن بكر، عن فضيل، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزو جل: (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم و من عنده علم الكتاب) قال: علي عليه السلام (6). محمد بن الحسن، عن النضر بن شعيب، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام مثله (7). ير: عباد بن سليمان، عن سعد بن سعد (8)، عن أحمد بن عمر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام مثله (9). ير: أحمد بن الحسن، عن عبد الله بن بكير، عن نجم، عن أبي جعفر عليه السلام مثله، وزاد في آخره: عنده علم الكتاب (10). 6 – ير: ابن فضال، عن أبيه، عن إبراهيم الاشعري، عن محمد بن مروان، عن نجم عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن


(1) الاعراف: 145. (2) الزخرف: 63. (3) الانعام: 56. (4) الاحتجاج: 204. (5 و 6 و 7 و 9 و 10) بصائر الدرجات: 57 و 58. (8) في نسخ الكتاب (سعيد بن سعد) وهو وهم، راجع جامع الرواة 1: 354.

[431]

عنده علم الكتاب) قال: صاحب علم الكتاب علي عليه السلام (1). 7 – ير: أحمد بن محمد، عن البرقي، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن بعض أصحابنا قال: كنت مع أبي جعفر عليه السلام في المسجد احدثه إذ مر بعض ولد عبد الله بن سلام، فقلت: جعلت فداك هذا ابن الذي عنده علم الكتاب ؟ (2) ؟ قال: لا إنما ذلك علي عليه السلام انزلت فيه خمس آيات إحديها: (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) (3). 8 – ير: أحمد بن محمد، عن الاهوازي، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن عليه السلام في قول الله عزوجل (قل كفى بالله شهيدا بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب) قال: هو علي بن أبي طالب عليه السلام (4). ير: أحمد بن محمد، عن الاهوازي، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن أيوب بن حر عن أبي بصير، عن أبي عبد الله، والنضر، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن مسلم، وفضالة بن أيوب، عن أبان، عن محمد بن مسلم، والنضر، عن القاسم بن سليمان، عن جابر، جميعا عن أبي جعفر عليه السلام مثله (5). 9 – ير: أحمد بن محمد، عن الاهوازي، عن أحمد بن محمد، عن حماد بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال، سألته عن قول الله عزوجل: (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) قلت: أهو علي بن أبي طالب ؟ قال: فمن عسى أن يكون غيره (6) ؟. 10 – ير: أحمد بن محمد، عن الاهوازي، عن أحمد بن حمزة، عن أبان بن عثمان، عن أبي مريم قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: هذا ابن عبد الله بن سلام يزعم أن أباه الذي يقول الله: (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) قال: كذب، ذاك علي بن أبي طالب عليه السلام (7).


(1) بصائر الدرجات: 58. (2) في المصدر: يقول الناس عنده علم الكتاب. (3 – 7) بصائر الدرجات: 57 و 58.

[432]

شى: عن عبد الله بن عطاء عنه عليه السلام مثله (1). 11 – ير: محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، وابن فضال، عن مثنى الحناط، عن عبد الله بن عجلان، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) قال: نزلت في علي عليه السلام إنه عالم هذه الامة بعد رسول الله صلى الله عليه واله (2). ير: عبد الله بن محمد، عمن رواه، عن الحسن بن علي بن النعمان، عن محمد بن مروان، عن فضيل، عن أبي جعفر عليه السلام مثله (3). شى: عن الفضيل مثله (4). 12 – ير: أبو الفضل العلوي، عن سعيد بن عيسى الكريزي البصري، عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير، عن أبيه، عن شريك بن عبد الله، عن عبد الاعلى الثعلبي، عن أبي تمام، عن سلمان الفارسي، عن أمير المؤمنين عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) فقال: (أنا هو الذي عنده علم الكتاب) وقد صدقه الله وأعطاه الوسيلة في الوصية، ولا يخلي (5) امته صلى الله عليه واله من وسيلته (6) إليه وإلى الله، فقال: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله (7) وابتغوا إليه الوسيلة (8). 13 – ير: محمد بن إسماعيل، عن محمد بن عمرو الزيات، عن عبد الله بن الوليد قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: أي شئ تقول الشيعة في عيسى وموسى وأمير المؤمنين عليهم السلام ؟ قلت يقولون إن عيسى وموسى أفضل من أمير المؤمنين، قال: فقال: يزعمون (9) أن أمير المؤمنين قد علم ما علم رسول الله ؟ قلت: نعم ولكن لا يقدمون على اولي العزم من الرسل أحدا، قال


(1) مخطوط. (2 و 3 و 8) بصائر الدرجات: 58. (4) مخطوط. (5) في المصدر: ولا تخلى. (6) من وسيلة (ظ). (7) المائدة: 35. (9) في المصدر: أيزعمون.

[433]

أبو عبد الله عليه السلام: فخاصمهم بكتاب الله، قال: قلت: وفي أي موضع اخاصمهم (1) ؟ قال: قال الله تبارك وتعالى لموسى: (وكتبنا له في الالواح من كل شئ (2)) علمنا أنه لم يكتب لموسى كل شئ، وقال الله تبارك وتعالى لعيسى. (ولابين لكم بعض الذي تختلفون فيه (3)) وقال الله تبارك وتعالى لمحمد صلى الله عليه واله: (وجئنا بك على هؤلاء شهيدا و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ) (4). 14 – ير: أحمد بن محمد، عن البرقي، عن رجل من الكوفيين، عن محمد بن عمر، عن عبد الله بن الوليد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما يقول أصحابك في أمير المؤمنين وعيسى و موسى عليهم السلام أيهم أعلم ؟ قال: قلت: ما يقدمون على اولي العزم أحذا، قال: أما إنك لو حاججتهم بكتاب الله لحججتهم، قال: قلت: وأين هذا في كتاب الله ؟ قال: إن الله قال في موسى: (وكتبنا له في الالواح من كل شئ موعظة) ولم يقل كل شئ، وقال في عيسى: (ولابين لكم بعض الذي تختلفون فيه) ولم يقل كل شئ، وقال في صاحبكم: (كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب (5)). اقول: قد مضى أخبار كثيرة في باب أنهم أعلم من الانبياء عليهم السلام. 15 – شى: عن بريد بن معاوية قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) قال: إبانا عنى، وعلي أفضلنا وأولنا وخيرنا بعد النبي صلى الله عليه واله (6). 16 – شى: عن عبد الله بن العجلان، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قوله


(1) في المصدر: وفى أي موضع منه اخاصمهم. (2) الاعراف: 145. (3) الزخرف: 6. (4) بصائر الدرجات: 61. والاية الاخيرة في سورة النحل: 89. (5) بصائر الدرجات: 62. (6) مخطوط.

[434]

تعالى: (قل كفى بالله شهيدا) قال: نزلت في علي بعد رسول الله صلى الله عليه واله وفي الائمة بعده وعلي عنده علم الكتاب (1). 17 – كشف: مما أخرجه العز المحدث الحنبلي قوله تعالى: (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) قال محمد بن الحنفية رضي الله عنه: هو علي بن أبي طالب عليه السلام (2). 18 – مد: بإسناده عن الثعلبي، عن عبد الله بن محمد القايني، عن محمد بن عثمان النصيبي، عن أبي بكر السبيعي، عن عبد الله بن محمد بن منصور، عن جنيد الرازي، عن محمد بن الحسين الاسكاف، عن محمد بن مفضل، عن جندل بن علي، عن إسماعيل بن سمعان، عن أبي عمر زاذان، عن ابن الحنفية مثله. وبهذا الاسناد عن السبيعي، عن الحسن بن إبراهيم الجصاص، عن حسين بن الحكم، عن سعيد بن عثمان، عن أبي مريم، عن عبد الله بن عطاء قال كنت جالسا مع أبي جعفر عليه السلام في المسجد، فرأيت ابن عبد الله بن سلام فقلت: هذا ابن الذي عنده علم الكتاب ! فقال: إنما ذاك علي بن أبي طالب عليه السلام (3). أقول: روى في المستدرك عن أبي نعيم الحافظ بإسناده عن ابن الحنفية مثل الحديث الاول. [ورأيت في تفسير الثعلبي روايتي أبي جعفر وابن الحنفية بسنديه عن عبد الله بن عطاء وزاذان عنهما.] 19 – يف: ابن المغازلي يرفعه إلى علي بن عابس قال: دخلت أنا وأبو مريم على عبد الله بن عطاء قال أبو مريم: حدث عليا بالحديث الذي حدثتني به عن أبي جعفر عليه السلام قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام جالسا إذ مر ابن عبد الله بن سلام، فقلت: جعلت فداك هذا ابن الذي عنده علم الكتاب ؟ قال: لا، ولكنه صاحبكم علي بن أبي طالب عليه السلام الذي نزل فيه آيات من كتاب الله (ومن عنده علم الكتاب (4)، أفمن كان على بينة من


(1) مخطوط. (2) كشف الغمة: 92. (3) العمدة: 152. (4) الرعد: 43.

[435]

ربه ويتلوه شاهد منه (1)، إنما وليكم الله ورسوله (2)) الآية. وذكر السدي في تفسيره أن هذه الآية نزلت في علي، وروى الثعلبي من طريقين أن المراد بقوله تعالى: (ومن عنده علم الكتاب) علي عليه السلام (3). بيان: قيل: الذي عنده علم الكتاب ابن سلام وأضرا به ممن أسلموا من أهل الكتاب، واعترض عليه بأن إثبات النبوة بقول الواحد والاثنين مع جواز الكذب على أمثالهما لكونهم غير معصومين لا يجوز (4)، وعن سعيد بن جير أن السورة مكية وابن سلام وأصحابه آمنوا بالمدينة بعد الهجرة، كذا في تفسير النيسابوري (5). وروى الثعلبي بطريقين: أحدهما عن عبد الله بن سلام أن النبي صلى الله عليه واله قال: إنما ذلك علي بن أبي طالب. ونحوه روى السيوطي في كتاب الاتقان، وقال: قال سعيد بن منصور: حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر قال: سألت سعيد بن جبير عن قوله تعالى: (ومن عنده علم الكتاب) أهو عبد الله بن سلام ؟ فقال: وكيف وهذه السورة مكية (6) ! وكذا رواه البغوي في معالم التنزيل، فإذا ثبت بنقل المؤالف والمخالف نزول الآية فيه عليه السلام ثبت أنه العالم بعلم القرآن وما اشتمل عليه من الحلال والحرام والفرائض والاحكام، فهو أولى بالخلافة وكونه مفزعا للامة فيما يستشكل عليهم من القضايا والاحكام، وأيضا قرنه الله تعالى بنفسه في الشهادة على نبوة النبي صلى الله عليه واله وهذه منزلة عظيمة لا يدانيها درجه


(1) هود: 17. (2) المائدة: 55. (3) ما رواه عن ابن المغازلى لم نجده في المصدر المطبوع، والظاهر انه سقط عند الطبع، و أما ما رواه عن الثعلبي فيوجد في ص 24. (4) فان الاية في مقام اثبات نبوة الرسول الله صلى الله عليه وآله بشهادة من عنده علم الكتاب، ولا مناص من أن يكون هو معصوما البتة، ولم يقل أحد بعصمة عبد الله بن سلام وامثاله. (5) ج 2 ص: 377. ويستفاد من مجمع البيان ايضا راجع ج 6: 301. (6) الاتقان ج: 1: 12.

[436]

فبذلك كان أولى بالامامة، وأيضا الا كتفاء بشهادته في بيان حقية النبي صلى الله عليه واله يدل على عصمته، إذ لا يثبت بالشاهد الواحد غير المعصوم شئ، والعصمة والامامة – فيمن يمكن أن يثبت له ذلك – متلازمان. أقول: وقد مضت الاخبار الكثيرة في باب أنهم عليهم السلام أفضل من الانبياء عليهم التحية والاكرام، وسيأتي أيضا في باب علمه عليه السلام.


[437]

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين. وبعد: فإن الله المنان قد وفقنا لتصحيح هذا الجزء – وهو الجزء الاول من أجزاء المجلد التاسع من الاصل، والجزء الخامس والثلاثون حسب تجزءتنا – من كتاب بحار الانوار وتخريج أحاديثه ومقابلتها على ما بأيدينا من المصادر، وبذلنا في ذلك غاية جهدنا على ما يراه المطالع البصير، وقد راجعنا في تصحيح الكتاب وتحقيقه ومقابلته نسخا مطبوعة ومخطوطة إليك تفصيلها: 1 – النسخة المطبوعة بطهران في سنة 1307 بأمر الواصل إلى رحمة الله وغفرانه الحاج محمد حسن الشهير ب‍ (كمپاني) ورمزنا إلى هذه النسخة ب‍ (ك) وهي تزيد على جميع النسخ التي عندنا كما أشار إليه العلامة الفقيد الحاج الميرزا محمد القمي المتصدي لتصحيحها في خاتمة الكتاب، فجعلنا الزيادات التي وقفنا عليها بين معقوفين هكذا […] وربما أشرنا إليها ذيل الصفحات. 2 – النسخة المطبوعة بتبريز في سنة 1297 بأمر الفقيد السعيد الحاج إبراهيم التبريزي ورمزنا إليها ب‍ (ت). 3 – نسخة كاملة مخطوطة بخط النسخ الجيد على قطع كبير تاريخ كتابتها 1280 ورمزنا إليها ب‍ (م) 4 – نسخة مخطوطة اخرى بخط النسخ أيضا على قطع كبير، وقد سقط منها من أواسط الباب 99: (باب زهده عليه السلام وتقواه) ورمزنا إليها ب‍ (ح). 5 – نسخة مخطوطة اخرى بخط النسخ أيضا على قطع متوسط وهذه الاخيرة أصحها وأتقنها، وفي هامش صحيفة منها خط المؤلف قدس سره وتصريحه بسماعه إياها في سنة 1109 ولكنها أيضا ناقصة من أواسط الباب 97: (باب ما علمه الرسول الله صلى الله عليه واله عند وفاته) ورمزنا إليه ب‍ (د). وهذه النسخ الثلاث المخطوطة لمكتبة العالم البارع الاستاذ السيد جلال الدين الارموي الشهير بالمحدث لا زال موفقا لمرضاة الله..


[438]

ثم انه اعتمدنا في تخريج أحاديث الكتاب وما نقله المصنف في بياناته أو ما علقناه وذيلناه على هذه الكتب التي نسرد أساميها:


[444]

الباب 99: (باب زهده عليه السلام وتقواه) ورمزنا إليها ب‍ (ح). 5 – نسخة مخطوطة اخرى بخط النسخ أيضا على قطع متوسط وهذه الاخيرة أصحها وأتقنها، وفي هامش صحيفة منها خط المؤلف قدس سره وتصريحه بسماعه إياها في سنة 1109 ولكنها أيضا ناقصة من أواسط الباب 97: (باب ما علمه الرسول الله صلى الله عليه واله عند وفاته) ورمزنا إليه ب‍ (د). وهذه النسخ الثلاث المخطوطة لمكتبة العالم البارع الاستاذ السيد جلال الدين الارموي الشهير بالمحدث لا زال موفقا لمرضاة الله..


[438]

ثم انه اعتمدنا في تخريج أحاديث الكتاب وما نقله المصنف في بياناته أو ما علقناه وذيلناه على هذه الكتب التي نسرد أساميها:


[444]

بسمه تعالى وله الحمد إلى هنا انتهى الجزء الخامس والثلاثون من كتاب بحار الانوار من هذه الطبعة النفيسة وهو الجزء الاول من المجلد التاسع في تاريخ أمير المؤمنين صلوات الله عليه حسب تجزءة المصنف أعلى الله مقامه يحوى زهاء خمسمائة حديث في أربعة وعشرين بابا غير ما حوي من المباحث العلمية والكلامية. ولقد بذلنا الجهد عند طبعها في التصحيح مقابلة وبالغنا في التحقيق مطالعة فخرج بعون الله ومشيته نقيا من الاغلاط الا نزرا زهيدا زاغ عنه البصر و حسر عنه النظر. اللهم ما بنا من نعمة فمنك وحدك لا شريك لك فأتمم علينا نعمتك وآتنا ما وعدتنا على رسلك انك لا تخلف الميعاد. محمد باقر البهبودي

Leave a comment